تدوينات تونسية

شئ ما حدث في تونس

عبد القادر الونيسي

أن تتحدث أشهر صحيفتين في العالم واشنطن بوست و نيويورك تايمز عن تونس فإن شيئا ما يحدث ستكون له تداعيات عميقة على العالم.

ما حدث في تونس يمثل تهديدا صريحا لمافيات السلطة والمال والإعلام وغيرها من القوى الماسكة من وراء حجاب بخيوط توجيه هذا العالم.
عادة مرشح هذه القوى المعلنة والخفية هو الفائز دون شك في أي إنتخابات تجري في الغرب ولا يمكن المرور دون تزكيتها.
يتم توجيه الشعوب إعلاميا وتحريك قوى المال والمافيات بل حتى الجماعات الدينية كما حدث في الولايات المتحدة وغيرها نحو الإلتفاف هو مرشح القوى الخفية.
نجح هذا الأمر في دول عظمى صنعت الديمقراطية مثل فرنسا والولايات المتحدة. يتم إستقدام مرشح من المجهول بعد كاستينغ دقيق ليجد نفسه على رأس سلطة دواليبها الحقيقية بين أيدي خفية.

نفس الوصفة آعتمدت في تونس مع نبيل القروي. تم تحشيد الإعلام والمال واللوبيات لإسناده…
جاء يوم الحسم “ليلطخ” الشعب التونسي حكومة العالم الخفية “لطخة” مزلزلة مدوية.
قطعا لن تقف قوى الهيمنة مكتوفة الأيدي وهي ترى بنيانها يتصدع لكن بإنتشار معارك الحرية في بقاع الأرض من هونغ كونغ على حدود الصين إلى الشيلي في أقاصي أمريكا وفي عموم بلدان العرب وفي غيرها لن يجعلها قادرة على حسم معاركها بالسهولة التي إعتادتها بل ستضطر قطعا إلى تقديم تنازلات حقيقية إلى شعوب العالم المضطهدة.
ربما مازال البعض لم يدرك أن هذا الشعب الصغير أصبح أملا لعموم المقهورين في العالم وما أشواق الحرية وصيحاتها التي تتعالى في شتى أنحاء الوطن العربي من بغداد إلى بيروت إلا صدى صيحة شتاء 17-14 “الشعب يريد” المدوية التي لن تقف عند حدود الوطن العربي المقهور بل سيصل صداها إلى شتى بقاع الأرض بعز عزيز يعز به الله الحرية وأهلها وذل ذليل يذل الله به الإسبداد وأهله.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock