عبد القادر الونيسي
قراءة في ما حدث اليوم في البرلمان.
لاشك في رمزية هذا اليوم الذي كان فيصلا قاطعا تم ردم رأس الإستبداد فيه إلى غير رجعة إلا من بعض الذيول مصيرها مصير ذيل الوزغ الذي يبقى يعاند الموت إلى حين.
من حيث الشكل كان لسان العرب اليوم سيدا تحت القبة في منافسة راقية بين صاحب العمامة والإخشيدي.
حضور الحاكم السابق واللاحق والمعارض وكل أطياف المجتمع نقطة ضوء في طريق بناء تونس الجديدة.
صورة معبرة للديانات الثلاثة جنبا إلى جنب تصفع بها تونس العنصريين والمعادين للمسلمين في الغرب خاصة.
من حيث المضمون خطاب الرئيس استجاب بأقدار محترمة لتطلعات جمهور الناخبين من خلال التأكيد على:
محاربة الفساد والتصدي للإرهاب وتثبيت مكانة المرأة ونديتها مع الرجل ثم التأكيد خاصة على الجانب الإجتماعي من توفير الشغل والإرتقاء بالطبقات الضعيفة وأخيرا التذكير بقدسية القضية الفلسطينية ولو بنبرة تذكر بشعارات القوميين في الستينات لكن تبقى أفضل من خطاب التطبيع السائد الآن.
التصفيق الأعلى كان عندما نطق الرئيس بأن تونس دفنت عهود الإستبداد وكل واهم بالعودة إلى الوراء فقد ضل سواء السبيل وهذا يؤشر أن النخبة الحاضرة اليوم قد إستوى سوقها على مبدأ الحرية وقطعت نهائيا مع الديكتاتورية.
لكل جواد كبوة ورئيسنا اليوم كانت له كبوتان:
- الأولى عندما ذكر أن تونس ستحمي اليهود. لا سيد الرئيس الوطن يحمي مواطنيه أيا كانت معتقداتهم فلا إنتماء يعلو فوق المواطنة وهذا ما حبرته صحيفة المدينة التي ختمها محمد عليه الصلاة والسلام بختمه.
- الكبوة الثانية عندما دعا إلى إقتطاع يوم عمل من أجور العاملين. لا سيادة الرئيس المؤكد والعاجل الآن إسترجاع الأموال المنهوبة من جيوب الفاسدين ثم بعد ذلك لكل حادث حديث.