كمال الشارني
ومن المؤكد أنه أقل الرؤساء العرب مكاسب، لكن التصريح بالمكاسب في تونس عمل رمزي لا يتجاوز قيمته الفلكلورية، إذ لا تملك الدولة الوسائل أو لا تريد أن تحقق في تصريحات الآخرين بمكاسبهم في بلد نصف نشاطه الاقتصادي خارج النظام.
وأنا أتخيل الكثير من الناس يموتون ضحكا من الفكرة في حد ذاتها لأنه لا يوجد أي إجراء لمن يكذب في التصريح، وفي مثل هذه الأيام التي نعيشها من تفشي الفساد، من المستحيل أن يجيبك أي تونسي عن ممتلكاته الحقيقية. هو أصلا، جزء كبير من النخبة المثقفة والحاكمة كانت ولا زالت تتلقى رشاوى عمومية في شكل هبات غير شرعية من الملك العام في شكل مقاسم أراض وقروض بلا خلاص وإعفاءات تمييزية تتعارض مع القانون أصلا.
الفساد راهو عقلية، “هــــــاكه العام”، كان ثمة موظف عمومي استنفذ كل الطرق في نهب المال العام فسجل زوجته المعاقة في فرقة رقص عمومية، وثمة شاعر كان بمقدوره أن يلقي الشعر بمقابل من وزارة الثقافة في قبلي وبنزرت في نفس الوقت، وهو شيء لا تقدر عليه حتى الملائكة، لكنه مقبول في إطار تدبير الرأس التونسي الأصيل، تي هو ثمة موظف في وزارة النقل كان يتجر في الجزائر، فيما هو مسجل على قوائم الساعات الإضافية في عمله.
سيدي الرئيس، من أين سنبدأ؟ أنا أنصحك بعقود عمل الكرونيكورات العظام في القنوات التلفزية والإذاعية، أعرف أنه الأصعب، لكن لنبدأ بالأصعب.