عبو وبلاصات النهضة

نور الدين العلوي

سمعت السيد محمد عبو بكل ذرابة لسانه في موزاييك… بدا لي ممتلىء اليدين بملفات فساد عن جماعة النهضة وهو يعرف عنهم من التفاصيل الدقيقة ما يجعله متيقنا يقينا كاملا انهم لن يقبلوا بأي جهد لمقاومة الفساد… لانهم مورطون…
هنا يخطر ببالي سؤال او اكثر
السؤال فساد النهضة الذي يعرفه عبو سابق على الانتخابات وعلمه به سابق ايضا… وسكوته عنه حتى الان سابق عن مفاوضات تشكيل الحكومة وهو ما يعني عندي كمواطن انه يمسك بملفاته او لم يرفعها الى القضاء ولم يفضحها في الاعلام على الاقل وهنا نسأله عن سبب الصمت واخفاء ملفاته حتى الآن.
او انه يخفيها لغاية الانتخابات ليساوم بها… ويهدد بالكشف فهو مستعد للمشاركة في الحكومة مع النهضة بشرط أن يقاوم هو الفساد بما في ذلك فساد جماعة النهضة وعمليا سيكون في جهاز مقاومة الفساد (العدل والداخلية) ليقاوم شركاءه الفاسدين الذين سيجر بعضهم من الحكومة الى السجن… يعني انه يدخل الحكومة طاهرا مع شخص فاسد ثم يشتكيه إلى العدالة… بدت لي هذه خلطة سريعة وقصيرة النفس… وفيها لعبة حلاب.. دخلي للحكومة ندخلك للحبس… المبدئية الظاهرة في الخطاب ينقصها الانسجام الداخلي.
إما أن جماعة النهضة تركيبة فاسدة وبالتالي يكون الموقف السليم سياسيا عدم المشاركة معها في أي عمل (وهو تقريبا نفس موقف عبو من قلب تونس) وإعلان المعارضة بكل قوة
او ان الملفات غير موجودة ولذلك لم يذهب السيد عبو الى المحكمة ولم يفضح في الإعلام. والأكثر من المبدئية والسليم اخلاقيا قبل السياسي هو حمل الملفات الى المحكمة وفضح الفاسدين قبل اي حديث سياسي… تماما كما فعل عماد الدائمي مع النقابة…
الخلاصة
النهضة فاسدة وتعيش من الفساد وتحمي الفساد ولكن إذا كلفتنا بمقاومة الفساد سنكون معها…
ما ركبتش في مخي يا سي محمد… ثم حاجة ناقصة..
مواصلة للحوار الأحادي مع سي محمد
سي محمد لا يرى مانعا من الاستئناس برأي النقابة ورباعي الحوار الوطني في تشكيل الحكومة… مقدما الدستور على رأيهم… وهذا شكلا جميل لكن بقيت حاجات غامضة واحتاج توضيحها… (طبعا لن يتفاعل لاني مازلت صغير ع السياسة).
قيادات الاتحاد متهمة بالفساد وملفاتها عند القطب القضائي المالي والشخص الذي اشتكاها معروف لديه لكن لاباس من الاستئناس برأيها… طبقا لنظرية الخيمة… فساد الخيمة يشيرون في أمر حكومة ستحاسبهم…
الرابطة ومنذ اخر مؤتمر لها صارت تكوينة حزبية خالصة لحزب العمال الذي فشل في الانتخابات… يعني نأتي بمن أقصاه الصندوق ليفكر معنا في حكومة مسنودة دستوريا بالصندوق.
اتحاد الاعراف… يمكنه ايضا ان يشير علينا.. فهو من الرباعي الراعي. والفساد الفعلي وين ساكن بالضبط ؟؟ من هم المطلوبون للعدالة الجبائية ومن هم المتهمون بالتهرب من الضمان الاجتماعي. من هم قادة الرشوة في الموانئ ؟؟
ترى لو طلب سي محمد وزارة الشؤون الاجتماعية بغية مقاومة الفساد فيها وهي بؤرة معروفة هل يقبله اتحاد الأعراف والنقابة المورطة في طرح ديونها دون وجه حق ؟؟؟
سي محمد يعرف اسباب الحوار الوطني الأول ونتائجه وهو استغلال تأثير الخارج على الداخل وبالتحديد انقلاب مصر على الوضع في تونس… وبالتحديد.. وخارطة الطريق التي اعتمدت على معطى غير دستوري (الدستور الصغير حينها) حيث صار حزب النهضة هدفا وحيدا للجميع… ولم تكن خارطة الطريق إلا حملة لإقصاء كل نهضاوي بما في ذلك حارس مدرسة ابتدائية في بوزيد… هل كان ذلك من الفساد المستقوي بالخارج أم من السياسة المطابقة لقوانين البلد السارية حينها؟
هل تم اعتماد أي سند قانوني متفق عليه لإقصاء النهضويين من الإدارة؟ سوى خارطة الطريق التي لم تكن نصا قانونيا… ساعتها كان لسي محمد حزب صامت… ينتظر نتيجة الإقصاء… هو خاطيه لكنه استفاد من النتيجة…
وعندما يقول سي محمد ان النهضويين تعرضوا لظلم فادح زمن بن علي جعلهم يقدمون مصلحة الحزب على مصلحة الدولة هذا نصف الحقيقة لأنه يتغافل عن الظلم الذي سلط عليهم بعده… ويتغافل خاصة عن مواصلة شق من التونسيين الاستقواء عليهم بالخارج زمن تشكيل حكومة 2014 (سي الحبيب) وهو الأمر الذي حسمه الباجي بشجاعة لم توات غيره… فقطع الطريق على حرب أهلية مطابقة لمشروع بن علي ؟ هل هذه وقائع اختلقها النهضويون ؟
سي محمد يسكت عن هذا الامر… لانه يفسد خريطة التفكير التي يبني عليها… إذ يوشك أن يرى النهضة مرة أخرى في وضع المقصي الذي سيضطره وهو الحقوقي أن يدافع عنها مرة اخرى… وقد يكون الدفاع عنها التوافق معها في الحكم دون كثير شروط بما يحرمه من تكوين حزبه لانتخابات 2024… فخطاب المعارضة جلاب…
اريد ان ادفع التفكير الى مداه دون أحقاد… لكني خائف..
إذا فشل حزب النهضة في تشكيل حكومة ومر التكليف الى غيرها طبقا للدستور من سيكون المؤهل لذلك ؟ شخصية وطنية كفؤة يختارها الرئيس… مع من ستشتغل هذه الشخصية الوطنية ؟ وماذا لو اعتمدت على نواة قلب تونس قبل النهضة واستدعت سي محمد للمشاركة ؟ وتزيد النهضة في تعقيد الأمر بالبقاء في المعارضة… (لم نصل بعد إلى احتمال سقوط البرلمان)…