نور الدين الغيلوفي
مقال في ما بين حركتي النهضة والشعب من انفصال
ما دام سالم الأبيض قد صرّح بأنّ “حركة الشعب مُستعدة للمُشاركة في حُكومة يُشرف على تشكيلها قيس سعيد وليس النهضة”…
ولمّا كان سالم لبيض، وهو من هو في حركة الشعب، مِن صفوة نخبتها و منِ أعقل مَن فيها وأعلم قياداتها، قد قال هذا الكلام فهو إمّا لم يقرأ الدستور ولم يفهم النظام السياسيّ الذي نصّ عليه، وإمّا أنّه يريد انتهاك الدستور والتعدّي على النظام السياسيّ الذي ضبط السلطات المختلفة وحدّد المسؤوليات صراحة…
لا أظنّ أنّ بأستاذ علم الاجتماع غفلةً أو جهلًا.. ولكنّ الذي به كرهًا لحركة النهضة وخوفا من الاقتراب منها.. نعم كرها غريزيًّا لا يرقى إلى الموقف السياسيّ العقلاني المختلف أو المعادي.. وخوفا لا مبرّر له إلّا من أوهام تسكن رأس صاحبها…
وما دام الكره يستوطن بعض النفوس السياسية فلا أظنّها قادرة على بناء وطن يجمعها.. هذه النفوس لا تستطيع التعايش مع مَن يخالفها ولا ترقى إلى تكوين اجتماع سياسيّ يتجاوز الأحقاد اللاعقليّة الموروثة عن خرافات صُنعت في أروقة المخابرات جعلت من القوميين أعداءً لدودين للإسلاميين حتّى في زمن خرجت فيه الأحياء الحديثة من أثواب أسلافها القدامى…
وعليه ليس من المجدي الاشتراك بين حركة النهضة وحركة الشعب في البناء ما دامت بعض القيادات بهما تصرّ على أنّ الحركتين خطّان متوازيان لا يلتقيان حتّى إذا أذن الله…
مصلحة البلاد ما عادت تنتظر تهارش الصبيان وما عاد الشعب يحتمل عداوات عصفت بأجيال قديمة ويراد إعادة إنتاجها لتخرج بلادنا من التاريخ مرّة واحدة…
نصيحتي لحركة النهضة، مرّة أخرى…
الشعب لن يعطيَكم فرصة أخرى ولن يطول صبره عليكم.. تجنّبوا مسالك العبث.. إمّا أن تجدوا لحكومتكم حزاما سياسيا مستقرّا فعّالا يجعلها حكومة قادرة على الإنجاز وإمّا أن تدفعوا باتّجاه انتخابات مبكّرة تتغيّر بها التوازنات تنقذ البلاد من بلوكاج لا عقلي سيزيد من تلويث الأجواء…