أحمد الغيلوفي
هناك من يعتقد ان الشعب التونسي قد انتخبه لممارسة الصراخ فوق مقعد وثير طيلة خمس سنوات مقابل أجر يدفعه التونسي من بقايا لحمه. يريد أن يحدثنا مرة اخرى عن الفساد والبطالة والتلاعب بالقانون ومشاكل الصحة والديوانة والتعليم والأوساخ في الطرقات..
- الشعب التونسي يعرف هذا اكثر منه لانه يعيشه ويعانيه، وسمع به ورآه الاف المرات. انه يريد حلولا وملٌ من سماع القصص والخطابات.
- من شارك في الانتخابات -وهو يعرف جيدا القانون الانتخابي- ثم يطالب بحصة لا تتلاءم مع حجمه إنما هو يبتز الشعب التونسي ويسطو على إرادته ويُطيل من آلامه.
- يكون الموقف عبثيا أكثر عندما يقول “مادام الشعب لم يمنحني المرتبة الاولى فلن أحكم”. طيب: هَب ان الشعب منحك المرتبة الاولى ستكون هناك أحزابا في المرتبة الثانية، فماذا لو عاملوك بالمثل؟ سنبقى ألف عام بلا حكومة. اللهم ان كنت تريد أن يمنحك الشعب الأغلبية في البرلمان، ولكن حزب عمره 60 سنة (النداء) وآخر عمره 30 سنة (النهضة) لم يستطيعا تحقيق هذا؟ هل تنتظر الى ان تكون الحزب الأوحد حتى تحكم بمفردك؟ ولو قيل لك تغير القواعد ومن يكون الأول في التشريعية هو من يحكم لرفضت لأن ذلك يعني أن تحكم النهضة. ربما تنتظر الى ان تكون انت في حجمها لترضى بذلك، وحينها ترفض النهضة. عبثية لم نعد نتحملها.
- مثل هذه المواقف هي ما أعاد المنظومة في 2014. هناك من لا يرضى إلا بحكم المنظومة حتى يمارس هو الطهورية والنضالية والصراخ اللذيذ.
- الغريب أن هؤلاء لا يتعظون بغيرهم: الشعب ملّ وسئم المناكفات واصبح يُخيّرُ وينتظر ولو نصف حل، ولو ربع حل، على أن يرى مُنازلات الديكة وهِجاء الظلام.
- على النهضة وحركة الشعب والتيار أن يعملوا بمنطق الكتلة التاريخية ويعتبرون عملهم معا احد الإكراهات السياسية وضرورة تنضاف إلى إكراهات الواقع السياسي التونسي. من يعجز على إيجاد تسويات وحلول سياسية هو أكثر عجزا عن مواجهة البطالة والفقر والفساد.
- “لن اشارك” او اشارك بشروط فوق حجمي هو تعبيد للطريق أمام عودة المنظومة القديمة وعلى الشعب أن يحمل هؤلاء مسؤولية نتائج خطابهم ومواقفهم.
- اخيرا: بربي خطونا من هدرة “الموضوعية”. من يسمع كلاما لا يعجبه يقول “شبيك كنت موضوعي وتو ماعادش موضوعي” ويقول الآخر “كنت ماكش موضوعي وتو موضوعي”. كلام فاضي.