في نقد “التناقض الداخلي” لمقترحات التيار الديمقراطي

عادل بن عبد الله

عندما تطلبون من النهضة أن تعين رئيس حكومة من خارجها، وتطلبون تولي حقائب معينة، ألا ينبغي عليكم طرح هذه الأسئلة حتى تفهموا مستوى التناقض الذاتي الذي تقعون فيه بقصد أو بلا قصد:

1. عندما تطلب من النهضة تعيين رئيس حكومة من خارج الحكم والمعارضة، فإن عليك أن تفهم أنه لم يبق أمامك إلا من يسمون أنفسهم “كفاءات” أو “رجال دولة”، وهؤلاء جميعا إما تجمعيون صرحاء أو مستفيدون من التجمع في تدرجهم المهني زمن المخلوع (هم في أحسن الأحوال شهود زور على منظومة بن علي، وفي أسوأ الأحوال مستفيدون من آليات اشتغالها المحكومة بالمنطق الزبوني والجهوي).. فكيف تطلبون تعيين شخص هذه صفته على رأس حكومة تريدونها “إصلاحية”؟

2. لنفترض جدلا وجود مثل هذه الشخصية التي تستطيع القيام بإصلاح حقيقي -ولا تنتمي إلى الحكم ولا إلى المعارضة ولكنها لحكمة “خفية” مقتنعة ببرنامج الأحزاب الفائزة-، فما الذي يمنعكم من افتراض وجود شخصيات أخرى تشبهها وتكون قادرة على إدارة وزارات الداخلية والعدل والإصلاح الإداري؟ أي لماذا تثقون في “كفاءة” ما لرئاسة الحكومة، ولا تثقون في إمكانية وجود أمثاله ممن يستطيعون إدارة الملفات التي لا تقوم في أحد غيركم لإداراتها؟

3. لنفترض جدلا -أو اعتباطا- أن حركة النهضة غير مؤهلة لرئاسة الحكومة، وغير مؤهلة لإدارة ملفات الداخلية والعدل والإصلاح الإداري، هل من حقكم المصادرة أيضا على أن باقي شركائكم في الحكومة ليسوا أهلا للثقة بتولي رئاسة الحكومة أو الداخلية أو العدل أو الإصلاح الإداري؟

ويبقى السؤال الأهم: مادمتم لا تثقون في حركة النهضة وفي باقي شركائكم إلى هذه الدرجة، فلماذا تقبلون الدخول في الحكومة أصلا؟

شخصيا، أفضل الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة على الخضوع إلى مثل هذا المنطق القائم على التخوين والمزايدة السياسية، وأرجو من حركة النهضة وباقي المعنيين بتشكيل الحكومة أن يتحملوا مسؤوليتاهم السياسية كاملة وأن يقبلوا الدعوة إلى انتخابات مبكرة تعيد تشكيل المشهد السياسي بطريقة مختلفة… ولكل حادث حديث.

#نعملانتخاباتتشريعية_مبكرة

Exit mobile version