نبيل القروي ومصطفى بن إسماعيل

عبد القادر الونيسي

سخف الزمان الذي قذف في وجوهنا مرشحا بتفاهة وخطورة نبيل القروي عاد بي إلى إستقراء سريع لتاريخ تونس السياسي لأجد شبيها له يسمى مصطفى بن إسماعيل 1850-1887.
الإثنان أصيلا مدينة بنزرت مع الإعتذار لمن لم ينتخب القروي من أهل المدينة.
لن أتحدث عن عائلة القروي وأصله فهذا متروك للتاريخ.
أما بن إسماعيل فقد ولد لأب مسلم وأم يهودية سرعان ما وجد نفسه متسكعا بين الحانات ومضارب الرذيلة ليلتقفه أحد رجال الصادق باي ويدخله القصر فيعجب به الباي ثم ليترقى بعد ذلك في مدارج السلطة من خلال بث الضغائن والأكاذيب والسيطرة على القصر.
إستعمل الإعلام بإرشاء عديد الصحف آنذاك لمهاجمة خصمه المصلح الكبير خير الدين باشا حتى إضطره لمغادرة البلاد والإستقرار في إسطنبول وكذا الحال مع كل من إعترض طريقه مسلطا عليهم نفس الإعلام السفيه.
كان وراء عهد الحماية وتسليم البلاد إلى فرنسا بعد أحابيل نسجها مع القنصل الفرنسي ٱنذاك.
هرب بثروة كبيرة إلى فرنسا بعد موت الصادق باي سرعان ما بددها في اللهو والمجون ليهاجر إلى إسطنبول ليعود من حيث بدأ إلى حياة التشرد ويموت في أسوأ حال.
الرجلان يتشابهان من حيث المنبت ثم الإقتراب من القصر (الصادق باي والباجي) ثم توظيف الإعلام لتصفية الخصوم وبث الوهم للوصول إلى السلطة يبقى الفارق البين بينهما هو إختلاف ثقافة الزمنين..
مصطفى بن إسماعيل كان سببا في مآسي مازالت تعاني منها البلاد إلى يوم الناس هذا فهل مازال ممكنا أن تشرب تونس من كأس الزؤام ثانية أم أن الزمان قد دار دورته والعصفور الذي خرج من القفص لن يعود له من أجل فتات المقرونة..

Exit mobile version