لماذا فشل عبد الكريم الزبيدي المترشح بالوكالة ؟
مهدي مبروك
مثل الدكتور عبد الكريم الزبيدي استثناء محيرا فلقد كان حاضرا في جل الحكومات التي تشكلت بعد الثورة. انه ملح الطعام الذي لم يغب لأكثر من ثلاثة عقود من تاريخ الحكومات توزعت على فترة حكم بن علي وما بعدها. بملامحه الهادئة والرصينة وصمته الدفين قدم صورة مختلفة عن وزراء بن علي الذين كان هو أحدهم. ينحدر الرجل من مدينة المهدية الساحلية، أستاذ جامعي في الطب تقلد في التسعينات عدة وضائف علمية لعل أهمها عمادة كلية الطب بسوسة ورئاسة جامعة الوسط وتدرج لاحقا في اعتلاء مناصب عليا في منظمات دولية كما شغل منصب كاتب دولة لدى الوزير الأول مكلفا بالبحث العلمي والتكنولوجيا من سنة 1999 إلى سنة 2000 ثم كان على راس وزارة الصحة سنة 2001 ووزيرا للبحث العلمي والتكنولوجيا سنة 2002.
بعد الثورة ( 2011) عين عبد الكريم الزبيدي وزيرا للدفاع في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة من 27 جانفي 2011 إلى 13 مارس 2013. وهو المنصب الذي شغله مع حكومة السيد حماي الجبالي بعد انتخابات المجلس التأسيسي اكتوبر 2011.
لم يغادر بعد الثورة الحكم الا في عهد رئيس الحكومة مهدي جمعة حكومة التكنوقراط (ابن بلده) ربما كانت تلك بداية الفتور بين الرجلين. »لا يمكن للقبيلة ان تحتمل نبيين».
لا يستحضر خصومه اشتغاله مع بن علي بالتنديد أو التقريع باعتبار طبيعة الحقائب التي شغلها أي وزارة البحث العلمي ووزارة الصحة وهي من الوزارات الفنية التي تظل بمنأى عن رحى الاستبداد الى حد ما. لم يكن الرجل بارزا في الواجهة السياسية على خلاف وزراء آخرين من أمثال عبد الوهاب عبد الله، عبد العزيز بن ضياء، الصادق شعبان، لزهر بوعوني، جلول الجريبي، عبد الله القلال، الخ وربما كان صمته فضيلة صرفت عنه الانظار خصوصا في ظرف ألجم فيه بن علي وزراءه فلم نستمع اليهم ابدا. فهو المتكلم الوحيد عند الضرورة.. كان الرجل في كل تلك المراحل وزير «تكتنوقراط» وهو ما يؤكد عليه منذ الثورة حين يعرف نفسه بأنه وزير مستقل. بل انه وزير «غير سياسي» فالرجل ظل محتفظا بصورة سلبية على رجال السياسة وقد نعت السياسيين فيما بعد بنعوت سلبية شتى: حتى وصل به الأمر الى جعلهم صنو الكاذبين وكان ذلك في تصريح أمام مجلس النواب وقد كرر تقريبا ذات المحتوى في لقاءات مع اعلاميين على ندرتها. اثناء الحملة الانتخابية التي حولته الى رجل سياسة غم انه يفلح في اقناع تحول موقفه السلبي ذاك رغم اجتهاداته في تعريف السياسة وتصنيفها الى سياسة نظيفة يعتز بالانتماء اليها وسياسة وسخة يعافها. ومع كل تلك الاجتهادات أثار الرجل العديد من الاسئلة التي ظلت بلا جواب مقنع لعل أهمها: كيف لرجل تعفف سياسيا ونفر من مسؤوليات الحكم أن تفتح شاهيته السياسية ويقبل عليها بمثل ذلك النهم؟. فمن أمده بحبوب الشاهية تلك؟
لا يشك أحد في أن السيد الزبيدي »رجل دولة» منضبط يردد قناعاته صادقا وهي تفيد أنه إن قبل بتلك المسؤوليات الجسام فخدمة للمصلحة الوطنية. ولم تثر حوله خلال مختلف المراحل والمناصب التي مر بها شبهات مالية او ادارية كما لم يصطف وراء أي حزب كان مشاركا في الحكومات التي اشتغل وزيرا معها كما انه تفادى التصريح بمواقف تجاه العديد من القضايا خلال الفترة التي تقلد فيها مناصب وزارية: على غرار اغتيال الشهيد شكري والعمليات الارهابية التي راح ضحيتها شهداء المؤسسة العسكرية. الألفاظ القليلة الي كان رددها كانت فاقدة للحرارة الانسانية اللازمة في مثل تلك المناسبات.
وظل يستعيد خطابا مكررا يحوم حول «وقوف المؤسسة العسكرية بالمرصاد لاي محاولة للنيل من أمن البلد وسيادتها وتحليها باليقظة» وانها تقف عل الحياد وان الصراع السياسي والاضطرابات تعقد عليها آداءها وتشوش عليها تدخلها. كانت اللغة الجاهزة تنطق على لسان الزبيدي بلا مشعار او قسمات او ملامح. وظل على تلك الحالة وزيرا تكنوقراطيا ورجل دولة فوق التجاذبات الحزبية والسياسية والايديولوجية. حدثت له من حين الى آخر بعض المشادات الاعلامية على اثر تصريحات قدرّ البعض انها غير رصينة وتفتقد الحس الأمني المطلوب على غرار اعترافاته بقلة امكانيات الجيش التونسي وفقدانه للتقنيات اللازمة للتصدي لبعض محاولات الاعتداء على التراب التونسي ولعلنا نذكر تصريحه الغريب على اثر الهبوط الاضطراري للطائرة العسكرية الليبية قرب مدينة مدنين يوم الاثنين 22 جويلية 2019.
أبدى الرجل لأسباب خاصة رغبته في تقديم استقالته العديد من المرات كان آخرها بمناسبة عيد الاستقلال 2019 ورغبته في التفرغ لحياته الخاصة. ولكنها رفضت تقديرا لجهده ونزاهته تدعمه في كل ذلك سمعته الطيبة التي يحظى بها لدى قادة الجيش.
لم يعبر الرجل عن أي رغبة في الترشح لرئاسة الجمهورية لأسباب عديدة لعل أهمها زهده في المناصب وتقدمه في السن علاوة عن مزاجه المتقلب وانطباعاته السلبية على السياسة والسياسيين كما ذكرت سابقا. لذا لم تذكره مطلقا مؤسسات سبر الأراء وهو الذي عرضت عليه كما أكد في مناسبات عديدة رئاسة الحكومة غير أنه رفضها… بدا الرجل للعديد من التونسيين زاهدا في السلطة مثقفا ورضينا نظيف اليد والسريرة.
لذلك كان إعلانه الترشح للرئاسة الجمهورية مفاجأة للعديد كما سنرى فيما بعد. لقد مر الى السرعة القصوى في مسار كان يقتضي بعضا من التؤدة ولا يقدم موت الباجي المفاجئ رحمه الله إجابة عن هذا التحول المفاجئ في الموقف.
برز الزبيدي بشكل »شعبي» اثناء جنازة المرحوم الباجي قائد السبسي مستثمرا هذا المصاب الجلل وقد سعى مؤيدوه وانصاره الى رسملته وتثمينه رصيدا يعزز شرعية ترسيخه ومشروعيته وقد يكون ذلك اول سبب في النفور. كان المزاج العام رغم كل الألم واجلال الراحل يعجز عن استيعاب رسملة الموت وجعله رصيدا انتخابيا اضافة الى أن الناس كانوا يبحثون عن رسائل تشدهم الى الحياة وليس الى الموت. ربما نفر الناس من رئيس احسن تنظيم الجنازة.. ثمة في لا وعي الناس رغبة في طي صفحة الموت حتى ولو كانت مهيبة. كانت تونس تطوي مرحلة الباجي بما فيها، بشخوصها ومآثرها أحيانا.
أخفق الزبيدي في تقديري في المرور الى الدور الثاني رغم ترتيبه اللافت للانتباه لاعتبارات عددية لعل أهمها :
• رصانة من رصاص:
عجزه عن بعث رسائل للمهمشين والمقصيين وظل الرجل محافظا على وداعته المخملية: بدا للعديد انه متعال عليهم وانه بصرامته وقلة كلامه يحلق بعيدا عن حاجاتهم وتطلعاتهم. لا يعود الأمر الى افتقاده للمهارات الخطابية فحسب ولكن بدى الرجل »كجلمود صخر حطه السيل من علي» ملامحه الجامدة وقسمات وجهه التي لا لون ولا طعم لها. كان الناس يبحثون عن شخص حتى وان لم يتلكم يستمع الى رغباتهم وحاجاتهم…. كان مرور الزبيدي خلال سنوات ما بعد الثورة بالمؤسسة العسكرية قد فرضت عليه بروتوكوليا صمتا ما وكان هذا الصمت من طبيعة «الخرساء الكبرى» “la grande muraille” لذلك لم ينتبه اليه الناس ولم يثر انتباههم. لا تحفظ ذاكرة هؤلاء أي قول ظل يتردد صداه في ذاكرتهم حتى في اقصى حالات المحن ما عدا كلام اخشبيا عجز عن تحريك عواطف الناس. ينسى المتنافسون ان الانتخابات هي صراع على احتلال عواطف الناس واختراق مخيلتهم وتحريك مشارعهم وليست مجرد اقناع للعقول. كان الزبيدي مترشحا بلا عواطف… لقد أدار جنازة مهيبة ولم يدفن صديقا عزيزا… كانت ملامحه الرصينة تخفي وجها رصاصيا قد من معدن.
لا يعود الأمر كما ذكرت الى ما كان يفتقده الزبيدي من مهارات اتصالية لازمة وضرورية لمترشح يخوض منافسة شرسة بين متكلمين من الحجم الثقيل على غرار الصافي السعيد، نبيل القروي، قيس سعيد، سيف الدين مخلوف، المنصف المرزوقي محسن مرزوق وان كان ذلك بدرجة متفاوتة ولكن أيضا كان قليل كلامه لا ينفذ الى وجدان الناس. الذكاء العاطفي في مثل هذه الحالات مهم وذلك ما لا يمتلكه السيد الزبيدي.
• مرشح بالوكالة:
كان الانطباع الحاصل لدى النخب والاوساط الإعلامية وقطاعات واسعة من الرأي العام السياسية أن الرجل مكتف بهمته تلك زاهد في السلطة، غير راغب فيها.. وهو ما أكده هو في اكثر من مناسبة حين عبر مرارا عديدة عن رغبته في الاستقالة والابتعاد عن العمل السياسي لعل آخرها كان بعيد الاحتفاء بذكرى عيد الاستقلال سنة 2019. ولكن مع موت السبسي رحمه الله بدأت تسري جملة من الاشاعات سرعان من تأكدت من خلال مقربين اليه من شخصيات ورؤساء أحزاب تفيد أن الرجل ينوي الترشح بجد للانتخابات الرئاسية وتبين لاحقا من ذات المصادر أن نية الترشح لم تكن رغبة السيد الزبيدي وحده بل كانت مشروعا تقدم به غيره ولم يكون هو سوى منفذ لهذا المشروع. كان الزبيدي مرشحا لمشروع جاهز فصل على القياس وليس رغبة فردية تعبر عن إرادة شخصية لخوض مغامرة أو رفع تحدّ او الاقدام على تضحية الخ. مشروع الترشح والفوز بالرئاسية هذا كانت قد رسمت أهدافه من قبل من بنوا هذا المشروع ولا زالت أهادفهم غامضة ولربما دفع الرجل دفعا الى مشروع ترشح لا يدري هو غاياته الكبرى التي قد تكون خفية عنه… كانت الصور الأولى التي راجت في المواقع الاجتماعية للتواصل خلال ندوته الصحفية الأولى التي أعلن فيها ترشحه تشير الى شيء من هذا القبيل… فرق من المرافقين بلا ملامح يختفون وراء نظارات سوداء وملابس داكنة… مدججون بالصرامة والقسوة… يلقنونه ما يقوله وما لا يقال… ينهون ويأمرون…. كان الزبيدي رئيسا لهؤلاء وقد نصبوه عليهم لكن يحركونه في ما يشبه مسرح الدمى… خذل الكلام الزبيدي ايما خذلان.
ويبدو أن التفاف بعض الشخصيات والأحزاب حوله على غرار حزب آفاق تونس (شبهة اسناد جهوي…) وسلسلة المناشدات التي أبداها بضع المثقفين واللقاءات التي أجراها معهم في فضاء التياترو وتلك المناشدات التي صدرت عن فئات مثقفة حسبت على التيار الحداثي جعلته مرشح «نوادي وحلقات« أكثر من مرشح شعبي يبحث عن تاييد واسع. لقد راهن الزبيدي على نخب ضيقة ذات انتماء طبقي واضح لم تفلح رغم مجهودها الكبير على احدث اختراقات ذات أهمية في أوساط المهمشين والفئات الشعبية الواسعة. خاض الزبيدي او على الأصج خاض به الطيف الحداثي الذي يتصرف أحيانا كطائفة حملة انتخابية مقطوعة تماما عن عمقها الشعبي… مرشح مخملي حداثوي بلا ملامح ولا قسمات… وربما بلا عواطف… هكذا بدا الزبيدي الى الشعب الكريم..
• سكت ألفا و نطق خلفا:
ينطبق هذا المثل تماما على السيد عبد الكريم الزبيدي… فحين اختار التوجه الى الناخبين أثار مسائل خلافية وحساسة علاوة على انها لا تشكل أولويات الطيف الواسع من الناخبين رغم أهميتها ونبل جلها. ومن تلك الأخطاء القاتلة في اعتقادي اثارة اسرار الدولة وهو الذي يصر على انه رجل دولة فاذا به يهذي بها خصوصا تلك التي تعلقت ببعض مداولات مجلس الامن القومي وخلافه مع رئيس الحكومة فضلا عن تفجيره قنبلتين: حين صرح بعزمه ذات يوم ارسال دبابتين الى مجلس النواب لغلقه على إثر ما نعته بمحاولة الانقلاب على الشرعية وبقطع النظر عن صدقية الأحداث كما رواها السيد الزبيدي وعن سلامة توصيف ما حدث يوم 25 جوان 2019 فان الامر في اعتقادي كان خطئا عزز تلك المخاوف من ان الرجل متصلب وله نزوعات غير ديموقراطية. حدث خلط مريب في دهن السيد الزبيدي بين الدولة القوية وبين اقحام الجيش في الحلبة السياسية. ثمة هنا ثقافة سياسية لدى أوساط عريضة من التونسيين تجل الجيش ولكن لا تستطيع تحمله لاعبا سياسيا… ثمة خشية حقيقة من أن الرجل قد يحشر الجيش ويوظفه لفائدة تصورات متصلبة ورغبات انقلابية لدى البعض ونوازع لا تزال تتربص بمسار الانتقال الديموقراطي. كما ان رفضه تقديم استقالته الى رئيس الحكومة كما ينص على ذلك الدستور منحت انطباعا انه لا يقيم للدستور وزنا أمام ما يعتقد انه صواب. وذلك ما يتنافى مع تلك الصورة التي سعى الى تقديمها رجل الدولة الرصين وتواصل هذا حتى بعد صدور نتائج الانتخابات وراينا كيف قاطع مجلس الوزراءالأخير.
• لوبيات تدفعه الى الرئاسة:
أخفق الزبيدي في اقناع الناخبين أن ترشحه كان بإرادة خاصة حرصا منه على اهداف دقيقة تعني عموم الناخبين والمصلحة العامة في حين بدا ترشحه على خلاف ذلك ناطقا باسم مصالح غامضة لمراكز نفوذ وقوى خفية. فشلت الحملة في اثارة عواطف الناخبين وتعبئتهم لفائدتها ولم تمنح لهم حلما او شوقا أو املا. فكلما انضمت شخصيات وطنية الى قائمة كبار المساندين له تعاظمت الشكوك حوله فالرجل رشحته دوائر ومراكز ونفوذ لاستعادة وتابيد مشاريعهم الغامضة والمريبة أحيانا. فقد أشار الرجل بصدقه المعهود الى مساندة رجل الاعمال كمال لطيف وهو العلبة السوداء لحدائق السياسة الخلفية واسترسل في ذكر تفاصيل الحديث عن علاقاته مع أخيه وبضع الزيارات العائلية المتبادلة بينهما. كانت هذه المعلومات مجانية مثيرة للريب دافعة على التوجس من أن يكون الرجل رهين تلك اللوبيات وحصانها الذي تراهن عليه.
• برنامج انتخابي أم كراس شروط لشركة أمنية:
بسرعة فائقة نشر السيد عبد الكريم الزييدي برنامجه الانتخابي وهو ما يعني على الأرجح أن البرنامج أعد سلفا على حساب رغبته وتطلعاته الشخصية انما لحساب طموجات وبرامج الدوائر الضيقة التي حاصرته وأملت عليه برنامجه الذي كان اسقاطا لقراءة نخبوية خاطئة. كانت قراءة حولاء لم تنتبه الى الحاجات التي كان يبحث عنها الناخب التونسي أي عموم الناخبين وقاعدتهم الواسعة. لا أحد ينكر أهمية تلك النقاط الخمس الواردة ولكن يبدو انها ليست من اوليات الناخبين وهذا لا يعني انها لا تعنيهم. عادة تقدم الأولويات حسب مناهج علمية تقدمها علوم التصرف على غرار ثنائية الأهمية “importance” والعجلة ّurgenceّّ”.
وهي مناهج وتقنيات تستعمل بكثافة في المؤسسات الأمنية والصحية وغيرها غير ان السيد الزبيدي لم يستفد منها كثيرا في رسم برنامجه. فكل الحاجات والمطالب مشروعة وبالإمكان تضمينها في أي برنامج انتخابي ولكن يحتاج المترشح أن يرتب الأولويات وينتقي منها ما يعتقد انه كاف لضمان شد انتباه الناخب. فالمتأمل في النقاط الخمس يجدها منحصرة في مسائل امنية ضرورية لكنها عاجزة عن جذب الناخب. كانت النقاط تلك اقرب الى كراس شروط للتعاقد مع شركة أمنية مهمتها تفكيك الجهاز السري والقاء القبض على قتلة الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي…
التيمات التي اختارها الزبيدي او تلك التي اختيرت له لم تكن على أهميتها ونبلها ضمن اولويات الناخب. كانت ولا شك أولوية أخلاقية وسياسية للحاكمين وليس للمترشحين للحكم. كانت تلك النقاط التزاما أخلاقيا يتعهد به الرئيس المنتخب حال فوزه وليس اثناء ترشحه وحملته الانتخابية.
عجز فريق السيد الزبيدي عن تسويقه بالشكل الأفضل وقد ارتكب أخطاء قاتلة وهو الذي كان يملك رصيدا ورساميل تهيئه الى ان يكون مرشحا جديا. ارتكب الرجل أخطاء لا تغتفر ولكن يبدو أن فريقه قد دفعه الى مزيد ارتكاب الأخطاء… من الصعب أن تصنع رئيسا اذا لم تكن تملك الصنعة الكافية لذلك. لم يفز السيد عبد الكريم الزبيدي لأنه ارتكب أخطاء قاتلة…. كان آداؤه الانتخابي كارثيا لا يعكس ما يملكه الرجل من خصال وكفاءة فشلت إدارة حلمته والدوائر التي حاصرته في ابرازها وتثمينها.
أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية