محاور قيس سعيّد يتقمّص دور نبيل القروي

عبد اللّطيف درباله

شاكر بالشيخ محاور قيس سعيّد يترك الصحافة ويتقمّص دور نبيل القروي ومذيعي قناة الحوار التونسي في نفس الوقت..!!
حوار قيس سعيّد على القناة الوطنية الأولى كان دون التوقّعات..!!
الصحفي شاكر بالشيخ جاءته فرصة على طبق من ذهب للتميّز.. بإدارة حوار راقي.. بنسبة مشاهدة عالية جدّا.. مع مرشّح رئاسي مثير للجدل.. قليل الظهور الإعلامي.. وكان الجميع ينتظر حواره..
لكن شاكر بالشيخ أراد أن لا يكون اعلاميّا.. وإنّما مكلّفا بمهمّة.. !!
شاكر انتهج محاولة إحراج قيس سعيّد.. وأراد حصره في الزاوية.. لبيان أخطائه..
بل حاول جاهدا أن يظهر تناقض طرحه السياسي وعجزه عن تحقيقه..
ليس بتوجيه الأسئلة كصحفي وسماع الإجابة من الضيف..
وإنّما بالمحاججة الموجّهة بسوء نيّة عبر الإيحاء بطريقة تأكيديّة بأنّ ما يقوله قيس سعيّد لا يمكن تحقيقه أبدا.. وهذا مفروغ منه..!!
متخلّيا بذلك عن دوره الحيادي في إدارة الحوار بتوازن.. لسماع آراء وأفكار وبرنامج المترشّح للرئاسة..
إلى تقمّص دور الطرف السياسي المقابل.. ومناقشة الضيف وكأنّه هو منافسه في الانتخابات..!!
المترشّح للرئاسة يلقي خطابا في مستوى عالي.. ويتحدّث عن تغيير نظام سياسي برمّته في محاولة لمعالجة مشاكل البلاد عبر تغيير هيكلتها ونظامها السياسي.. (سواء كان الطرح صحيحا أو مغلوطا)..
والصحفي في المقابل يكرّر على مسامعه المواضيع السمجة السخيفة المكرّرة المعتادة.. حول مواقفه في ما يخصّ المثلية الجنسية والمساواة في الإرث.. باهتمام بالغ.. في غير وقته ومحلّه.. حتّى يشكّ المتفرّج بأنّ شاكر مهتمّ بالموضوعين لمصلحته الشخصيّة فيهما..!!!
الأغرب أنّ شاكر بالشيخ ألحّ إلحاحا على أنّ واجب التساوي في الحظوظ بالسباق الانتخابي.. كان يفرض على قيس سعيّد عدم القيام بحملته الإنتخابيّة..!!!
يعني نبيل القروي قناته الخاصّة نسمة وقناة الحوار التونسي المناصرة له.. تقومان بحملته الانتخابية ليلا نهارا.. وتشوّهان خصمه قيس سعيّد عمدا بأبشع التهم والأكاذيب..
وجمعية القروي الخيرية تعمل بلا توقف.. والمساعدات تصل تباعا للناخبين..
وأموال ضخمة تصرف على الحملة..
وأبواق دعائية لا تتوقف عن الدفاع عن نبيل القروي وتروّج له..
وشاكر بالشيخ يريد أن يساوي بين المترشّحين.. بأن يُخرس تماما قيس سعيّد الذي لا يملك كلّ تلك الامكانيّات ولا الماكينة الانتخابيّة الضخمة لمنافسة رغم سجنه.. بما يعني حسب شاكر هذا أن يذهب قيس سعيّد لينام في منزله حتّى يوم التصويت..!!!
وعندما قال له قيس سعيّد أنّه هو الذي يشكو من عدم تكافؤ الفرص باعتبار امتلاك منافسه للأموال والتلفزات.. وأنّه مع ذلك قلّل عمدا من ظهوره الاعلامي.. لم يكلّف شاكر بالشيخ نفسه حتى مناقشة ذلك أو الردّ عليه.. بل واصل إلحاحه الغريب..!!
معه حق قيس سعيّد عندما يترفّع عن الإدلاء بحوارات للقنوات التلفزية التونسية..!!
بل أنّ إحتقار أمثال هؤلاء المذيعين التافهين الموجّهين المكلّفين بمهام خاصّة.. هو ليس فقط حقّا.. بل وواجبا أيضا..!!!
بقي أن نشير إلى أنّ قيس سعيّد نفسه لم يكن في أفضل حالاته.. ربّما لظروف الحوار.. ومستوى محاوره.. ومحتوى الأسئلة..!!
كما أنّ عدم الوضوح اكتنف بعض اجاباته..!!
ويبقى التساؤل الكبير الذي لم يقم قيس سعيّد بالإجابة عليه كما ينبغي… هو كيف سيعيد تأسيس النظام السياسي.. وبالتالي تنقيح الدستور.. بمجرّد قوّة إقتراح.. بما أنّه لا يملك كتلة بالبرلمان.. ولا حزام سياسي له.. وقد رفض ترشيح قائمات للانتخابات التشريعيّة.. وكان يمكنه الحصول على كتلة محترمة إن فعل…
كما رفض الدخول في أيّ تحالفات مع أحزاب أو قوى سياسيّة أخرى..!!
والحقيقة أنّ إجابة قيس سعيّد عن هذا السؤال سمعتها وأعرفها..
ولكنّه لم يقم حتّى الآن بذكرها في أي تصريح إعلامي.. على ما تابعت..!!!

Exit mobile version