اتحاد الشغل في تونس والانتخابات الرئاسية : حياد أم تورط ؟
عبد السلام الككلي
أصدر الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الاثنين 23 سبتمبر 2019، بيانا نفى فيه ما يتم ترويجه حول تصريح نسب إلى الأمين العام نور الدين الطبوبي فيه ترجيح لكفة واحد من المترشحين الذين مرا إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
وأشار البيان إلى أن بعض الصفحات والمواقع المعروفة «بعدائها» للاتحاد العام التونسي للشغل تروّج خبرا «كاذبا» يهدف اختلاقه إلى الضغط على الاتحاد وإلى محاولة توظيف النتائج واستعمال تشويهه مطية انتخابية ودعاية زائفة ظهرت في خطاب الكراهية والتحريض والعنف الذي استعمله بعض المترشحين في الدور الأول ضد الاتحاد.
وجدد الاتحاد مرة أخرى وقوفه على نفس المسافة من المترشحين وحرصه على نجاح الانتخابات في إطار من الشفافية والنزاهة والمصداقية.
غير ان الصحفي مراد الزغيدي أكد على موجات راديو إي أف أم أن المنظمة الشغيلة أظهرت مساندتها للمترشح الموقوف نبيل القروي وذكّر باللقاء الذي جمع نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد بزوجة القروي سلوى السماوي في 30 أوت الماضي وزوجها في السجن اثر شبهات تحوم حوله بالتهرب الجبائي وتبييض الاموال وهي تهم خطيرة يسقط البعض منها تحت طائلة قانون الارهاب وتبيض الاموال وهو اللقاء الذي أثار كثيرا من التساؤلات خاصة وأن الطبوبي لم يكن مجبرا على لقائها، وفق تعبيره.
وأوضح الزغيدي أن الاتحاد ضغط على المترشحين مهدي جمعة ومحسن مرزوق في الدور الأوّل لسحب ترشحهما لفائدة المترشح عبد الكريم الزبيدي.
هذه الاتهامات بان الاتحاد لم يكن يوما محايدا وانه وقف في الدور الأول من الانتخبات الرئاسية مع عبد الكريم الزبيدي لم تصدر فقط -وهذا هو الخطير في المسالة- عن جهات إعلامية بل صدرت صراحة عن ابرز قيادات الاتحاد القطاعية وهو لسعد اليعقوبي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي الذي قال في تدوينة له صارت شهيرة ان الاتحاد ساند الزبيدي في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية وخسر الرهان لكن المركزية خيرت عدم الرد عليه والحال ان الاتهام صدر من داخل هياكل الاتحاد وهو ما يهدد وحدة الموقف داخل المنظمة الشغيلة، في حين وجهت المحامية سنية الدهماني في الاعلام انتقادات للسعد اليعقوبي قائلة بان قواعد الاتحاد ليست قطيعا لدى القيادة ولدى الأمين العام نور الدين الطبوبي. واعلن النقابي اليعقوبي دعم المرشح قيس سعيد نظرا لاعتباره اياه ممثلا للخط الثوري.
هل اخطا اليعقوبي في حق الاتحاد ؟ وفي هذه الحالة من الذي يحاسبه ؟ وكيف نفسر صمت الاتحاد على تصريحاته رغم خطورتها ؟
هذا بالإضافة الى الاتهامات المبطنة التي صدرت بالأمس الثلاثاء عن الاعلامي مدير تحرير جريدة المغرب اليومية واسعة الانتشار زياد كريشان في اذاعة موزاييك الخاصة وتأكيده على ان تصريحات فاضل عبد الكافي لاحدى القنوات التلفزية الخاصة تشير بوضوح الى وجود لقاءات سرية بين المسؤولين عن الاتحاد والمسؤولين عن حملة القروي.
ما يعنينا من كل هذه الاتهامات ان البعض منها صار جزءا من معركة داخلية صلب المنظمة بعد تصريحات اليعقوبي.. فمن المسؤول عن هذا ؟من المتسبب في هذه الفوضى ؟.. نحتاج الى جواب سريع حول كل هذا الغموض الذي يلف موقف القيادة النقابية رغم التصريحات العامة التي لا تبدد من الشك شيئا.