نور الدين الغيلوفي
الديمقراطية التمثيلية ما عادت صالحة.. إذن نتخلّى عنها.. وسيتبعنا العالم في ثورتنا السياسية الجديدة.. الديمقراطية المباشرة.
الأحزاب فاشلة وعاجزة انتهى عصرها.. إذن نلغي الأحزاب. فماذا نصنع بها؟ وربّما نبقي عليها في انتظار أن تتلاشى بنفسها بحكم الحتمية التاريخيّة.
نوّاب البرلمان منهم الفاسدون ومنهم السائحون المنقلبون على الناخبين.. إذن نلغي البرلمان ونتخلّص من نوّاب الأحزاب.
الانتخابات التشريعية لا تمثّل اختيارات الشعب.. إذن نلغي الانتخابات.
نبقي فقط على الانتخابات الرئاسيّة.. ننتخب الرئيس.. ثمّ نضع حدّا لعبث الانتخابات بأن نلقيَ بسلّمها في الجبّ…
الرئيس هو الذي يصدر القوانين وهو الذي يضبط النظام السياسيّ وهو الذي يضع التشريعات.. وهو الذي يقضي على الفساد.. وهو الذي ينشر العدل ويصلح جميع الأحوال.. طبعا باسم الشعب.
كيف يسير النظام السياسي المرتقب؟
أنت في قرية/عمادة.. يتفاوض أهل القرية على قاعدة غير معلومة.. يصعّدون/ لا ينتخبون نائبا بلا كَيف.. بعد سلّ الهراوات ورفع السيوف واستعمال البنادق وتصفية الحسابات بين العروش والقبائل.. والأرجح أن تكون الغلبة لجماعة النظام البائد.. إذ لا يزالون على سطوتهم.
نوّاب العمادات المصعَّدون من الشعب المدني يجتمعون في المعتمدية وينتخبون بينهم نائبا واحدا.. كيف؟ “يدبروا روسهم”.. هذا النائب الواحد يصعد مع بقية نواب المعتمديات إلى الدور الجهوي(!).. لا ندري ما نفعل بالدور الجهويّ.. ثم يصعدون إلى البرلمان المركزيّ ذرّات لا رابط بينها لتفتل للشعب حبل التشريعات والقوانين بعد إذن فخامة الاستاذ الرئيس بها.. وبذلك ننسج شبكة الدولة بقيادة الرئيس القائد…
الرئيس يعيّن من جهة ما رئيس وزراء تابعا له يأتمر بأوامره.. وهكذا تقاد البلاد بهذا التاسيس الجديد وهكذا نستأنف ثورة الشعب المعطَّلة.. ونتخلّص من مشاكل الدنيا دفعة واحدة.
وهكذا يكون العهد السياسي الجديد الذي يقطع مع السياسة العالمية ويخرح من إكراهات الاقتصاد الدوليّ ويكون العام الذي يتجاوز الخاصّ ولا ينفيه.. وبذلك نبني مدينتا الفاضلة.. في انتظار يوم القيامة…
هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه.. عبارة مأثورة عن المشير عبد الفتّاخ السيسيّ.