المشهد حاليا عبثي وينتظر أن يكون أكثر عبثيا في المستقبل

الحبيب حمام

تونس تسير بالسرعة القصوى نحو المجهول. قد يقول قائل “لمَ تقول هذا؟ أنت هدام، كن بنّاءً، وقدّم حلولا، واستبشر”. نعم الحل أهمّ من المشكل، ولكن ليكون هناك حل يجب تشخيص المشكل. لنبدأ بتشخيص المشكل.
التشخيص:
وقعت انتخابات، الفائز الثاني فيها رئيس عصابة، مافيوزي، كلامه من السرّة إلى الأسفل، وخطاباته سب للجلالة، مشروعه إفساد خطوبة المدوّن فلان بالقدح فيه، وتصويره وتصوير أهله خلسة، والإيقاع بالقاضي فلان، وتلفيق التهمة لعلان، والتهرب الضريبي، وتبييض الأموال، و”علاش عملنا القناة، ماهو باش نحكموكم”.
في المقابل وفي مشهد عبثي آخر، فاجأ الشباب الجميع، وأنا من بينهم (توقعت صعود المافيوزي للدور الثاني من شهر أوت، ولكن لم أتوقع صعود قيس سعيد) بانتخاب رجل مجهول غامض:

أقول هذا ليس انتقاصا من الرجل، فالرجل بأخلاقه ومواقفه وعمله الصالح، وليس بشهائده وبمن حوله، ويقول تعالى “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، ولكنه توصيف لا بد منه لنتقدم. قد يقول قائل “وكأنك تدعو إلى انتخاب القروي”، أقول “أنت جزء من المشهد العبثي، ولا تريد مواجهة الحقيقة، وتطلب مني أن أخنق أنفاسي وأتكتم عن الغموض ولا أطالب بكشف المجهول لأن المعلوم (القروي) مرفوض”. أليس من العقل أن نكون على بينة من أمرنا، وأن نعلم ما ينتظرنا إذا اخترنا أقل الشرَّيْن.
هل تقف المشكلة هنا، أمام هذا المشهد العبثي: مشروع مافيوزي ومشروع غامض؟ لا، الآتي لا يبشر بخير. أتوقع أن يكون المشهد البرلماني أكثر عبثية: كتل صغيرة متفرقة متنافرة متشاكسة، فيها كثير من الاختراقات (عيش تونسي، …)، يصعب معها تشكيل حكومة.
إن عجزنا، معاذ الله، عن تشكيل الحكومة مرارا وتكرارا، سيؤدي ذلك إلى إعادة الانتخابات، وهنا تبدأ الفوضى. المواطن التونسي يعاني من البراكاجات كل يوم، والمرأة التونسية أصبحت لا تأمن على صغيرها وهو تحت أنظارها في آخر النهج، فكيف بنا وليس لنا حكومة!
بعد هذا التوصيف أدعو إلى إنقاذ شيئين: إنقاذ الرئاسة وإنقاذ البرلمان.
إنقاذ الرئاسة:

إنقاذ البرلمان:

وربي يحمي تونس من الفوضى والعبثية.

Exit mobile version