أحمد عبد النبي
أستمعت الى فيديو حواري مع رضا لينين (نشر في 5 أجزاء) يقدم فيه نفسه ويتحدث عن الحركة التي يقف وراءها وعن قيس سعيد وبرنامجه… خرجت من الفيديو بالملاحظات التالية :
• يعرف رضا نفسه بأنه لا زال ابن المدرسة الماركسية ينهل من ماركس بالذات و من بعض الرموز الاخرى كلينين و روزا لكسوبورغ وغيرها. وقد يكون رضا الوحيد الذي يصرح علنا أنه لا زال ماركسيا.
• قدم نفسه بشكل غير صريح باعتباره الذي يقف وراء قيس سعيد و أنه من يخطط من وراء الستار لحركة الشباب الملتف حول سعيد… وأنه لا شيئ عبثي في مواقفهم وتصرفاتهم وردود أفعالهم.
• يرى أن الفضاء الحزبي وجوه متعددة لحقيقة واحدة تعمل لوأد ثورة الشباب وثورة 2011.
• من خلال الفيديو تبدو علاقة رضا بقيس سعيد علاقة “توظيف” لشخصية عامة نظيفة السيرة وتمتلك بعض الكاريزما وغير منتمية وتحرص على استقلاليتها… والطريق إليه لامتلاكه هو بإعلان الولاء لها.
• يشعرك لينين ويحرص على ذلك وكأنه يتكتم على خطوات المستقبل وعلى مضمون برنامجهم باستثناء فكرة المجالس التي يقدمونها وكأنها قرآن منزل بدون زيادة أو نقصان في نصها.
• دافع لينين على نفي أي علاقة لسعيد بالاسلام السياسي وأكد انهم واعون بمحاولات التوظيف والاندساس التي يقومون بها وان سعيد بعيد كل البعد عن الاسلام السياسي وأشار بشكل صريح على أن بيت سعيد خال من أي نظام صارم وأن حرية اللباس في بيته “على الآخر”. لم يشر حتى الى أن سعيد ملتزم بعباداته كمسألة شخصية.
• حرص على تقديم موقف سعيد من دين الدولة ومسألة الميراث بطريقة لا تناقض ما صرح به سعيد ولكن أيضا بطريقة توهن عرى ارتباطه بالنص الاسلامي كمحدد فيها… قدمه بشكل معلمن جاف ولا دخل للدين فيه.
• أكد على أن الملتفين حول قيس فيهم المتدينون ولكن الذين يعتبرون الدين مسألة شخصية… حيث كان حاسما في أنه لا مجال للاسلاميين حول قيس سعيد… يبدو مصداق ذلك مما يشاع من أنه ضرب حصار حول الرجل بحيث لم يعد ممكنا التواصل معه حتى من بعض مسؤولي التنسيقيات التي تعمل له في الجهات.
• لم ينف دور أخ قيس سعيد المعروف بميوله الاسلامية ولكنه لم يجعله محوريا وقدمه بطريقة توحي بأنه مجرد رباط عائلي.
• لا يمكن لرضا لينين كماركسي وكمفكر ماركسي وقيادي ماركسي كبير أن يكون مقتنعا بأن ما قدمه من فكرة مبسطة لتنظيم ادارة الدولة كاف حقا لادارتها… ولكنه لا شك يرى أن الجماهير لا تحتاج أكثر من ذلك وربما حتى سعيد نفسه وأن المهمة الرئيسية لادارة الدولة استخلصها لنفسه ولمن حوله من النواة الرئيسية… نعود هنا لجوهر منهج العلمانيين والماركسيين جزء منهم وهو استعمال الدولة لتحقيق التغيير داخل المجتمع… لا يمكن أن تغير مجتمعا مسلما عن طريق الديمقراطية تمثيلية كانت أو مباشرة وانما عن طريق امتلاك جهاز الدولة… حتى الاستفتاء يتحول الى “سلاح” لفرض التغيير على المجتمع باعتباره وسيلة بقدر ما فيها من المعنى الديمقراطي بقدر ما فيها من التوظيف الديماغوجي “لفرض” تغيير لا يمكن تمريره عن طريق النخبة – شريطة ان لا يكون استفتاء عما يمس البنى الثقافية المباشرة للمجتمع وخاصة ما يتعلق منها بالدين وموقعه في المجتمع… والمقصود أساسا في استعمال الاستفتاء هو ما يخص السلطة وتوزيع الصلاحيات… وهم في حاجة الى نظام رئاسي والى نظام مجالسي والى نظام فردي للاختيار باعتباره أسهل للتسلل واحكام القبضة على مفاصل السلطة والعمل دائما من خلف الستار !!!
• شخصية لينين شخصية هادئة ويشعرك أنه ممتلئ ذاتيا بكل عناصر القوة المضمونية والنفسية… ويميل الى سلوك القادة الذين يفضلون العمل من وراء الستار.
الخلاصة : أن لينين لا زال ماركسيا لينينيا (الطريف أنه لم يعترض حتى على استمرار تسميته لينين) وأنه لا زال على منهجه وأن علاقته بقيس علاقة توظيف انبنت على ما أبرزه قيس من “كفر” بالمنتظم الحزبي والسياسي القائم مع سمعة طيبة وانفتاح على الجميع وعدم خبرة ورغبة بالعمل التنظيمي وتفضيله للعمل التلقائي بحيث يترك له فرصة تشكيل التنظيم وادارته “على راحته” مع اشعار سعيد على ان السفينة تمخر عباب بحر متلاطم الامواج بدون محرك وربان غير عناية القائد الرمز ونوايا مريديه الطيبة!!!