تدوينات تونسية
الهزيمة نحن نصنعها
نور الدين الغيلوفي
ما زال كثير من الناس لا يصدّقون، أو لا يريدون أن يصدّقوا، أنّنا قد نجونا، إلى حدّ معقول، من إمكانيات الاحتيال علينا والانقلاب على إرادة الناس في بلادنا… نحن، إلّا قليلا، لا نزال نحسب كلّ صيحة علينا كأنّ السوءَ قدرُنا والفشل مآلنا.. نرى نافذة النجاة أمامنا فندير لها ظهورنا…
عند كلّ مناسبة تجدنا نتلفّع بالخوف والارتياب نرتعد من كلّ شيء كأنّنا لا نصدّق ما نحن فيه من تحرّر وخلاص.. وثورة هي أقرب إلى المعجزة.. لذلك تطمع عبير موسي في أن تعود إلينا بسياط المخلوع فنتحسّس ظهورنا ونتعرّق وتتجمّد حركتنا.. ويطمع عبد الكريم الزبيدي في أن يسدّ علينا الطريق بدبّابتين على اليمين وعلى اليسار فيفترسنا الخوف على المصير…
- الانتخابات في الأفق.. نركب الخوف إليها ونشكّك في جريانها ونتوقّع في كلّ لحظة أن يأتيَ الإعصار ليُغرق سفينتنا كأنّنا لا يناسبنا غير الغرق أو الاحتراق.. والحال أنّ سفن شعوب من حولنا تتحرّك بين الأمواج العاتية.. تكاد تلتهمها النيران ولكنّها تصرّ على زراعة الأمل وتربية اليقين في الخلاص.. ولا تقف.. وترفع شارات النصر عاليا…
- نحن نصدّر أفعالنا بأدوات النفي وننشر روائح العجز قبل أن نشرع في فعل شيء.. لذلك يكتنفنا العجز ويلتهمنا الظلام…
- تجري الانتخابات بسلام.. لا نميل إلى التصديق وإذا لم نر في الطريق عقبة صنعنا في النفوس عقبات.. ونمنا على القلق وأفقنا على التوجّس…
- ونحن ننتظر نتائج الانتخابات، نرسل إشاعة بانقلاب الهيئة العليا المستقلّة على إرادة الناخبين والعبث بما في جوف الصندوق…
- تصدر الهيئة نتائج الاقتراع فنتنفّس الصعداء بعد اختناق الصدور وانقطاع الأنفاس و”غصرة” لا أساس لها…
نجري أميالا شاقّة في داخل نفوسنا ونحن في مكاننا ونقع من تعب يقطع جهودنا…
علاش هذا الكل؟