السيّارة المحظوظة
الصادق الصغيري
انهيت حوالي الساعة الثامنة ليلا مشغلا بمنطقة العمران الشمالي وعدت ادراجي الى حيث ركنت سيارتي فلم اعثر لها على اثر، وانتصبت امامي كل حكايات سرقة السيارات التي اقترفت بحق اصدقاء وجيران وقلت حان دوري لاعيش لوعة الهجر والفراق.
بدات افقد الهدوء وتصاعدت انفاسي وزادت دقات قلبي فذرعت المكان اكثر من مرّة وتطلعت بعينيّ لعلي احظى برؤيتها من بعيد، انتقلت الى الشارع الثاني وهما متشابهان من حيث الاتساع والبناءات وتفرست في كل السيارات الرابضة دون جدوى وازدادت هواجسي فانتقلت الى الشارع الثالث وهو شبيه بالاولين وهنالك رايتها فلعنت الكبر وضياع البوصلة وقلّة النظر، كانت السيارة رابضة في سكون ووقار ربما اعجبها هدوء المكان واتساع الشارع وقلة الغادين والرائحين والصبيان وغياب القطط والكلاب والذباب فاخلدت الى نوم عميق، وصلت اليها تحسستها بيديّ وانهلت عليها تقبيلا من واجهتها البلورية واضوائها الرئيسية والثانوية وربت على عجلاتها،، ايقظتها بلطف من نومها الهادئ والعميق واعتذرت منها على قطع احلامها اللذيذة في الصيانة والنظافة والمرآب ورفعت الجوال واعلمت زوجتي الكريمة بالمغامرة والانجاز ودعوتها لغلق التلفاز والتركيز على اعداد عجّة للاحتفاء،،، بالسيارة التي نجت من الاختفاء.