نحو تأكيد النزعة ..
هادي بن علي
كما حدث في الانتخابات البلدية، تقدمت القائمات المستقلة إلى جوار القائمات الحزبية التقليدية في أكثر من جهة بما أعطاها صفة الظاهرة التي تحتاج لأكثر من استنتاج عابر ومريح..
في انتخابات منتصف سبتمبر تتأكد الظاهرة وتلقي بأكثر من سؤال حول اشتغال الأحزاب ضمن المنظومة السياسية الراهنة وضمن السياق الاجتماعي الذي يحويها..
شكّل نبيل القروي حزبا ولكن ليس الحزب هو الذي جعله يقترب من مواصلة السير ضمن مسار انتخابي درامي وغير مسبوق.. الشعب التونسي قد يختار رئيسا مسجونا وفي أقل الحالات يمثل شبهة مسقطة.. لم يكن الحزب هو الذي أوصله ليكون ضمن السردية السياسية الراهنة.. لقد صرّح بذلك صاحب القناة وأنه سيحكم من صدّقوه ومن لم يصدقوه وسيعلمهم معنى الديمقراطية..
سيكون من التنافق والمجاملة غير الضرورية إن لم نصرح بمحدودية الوعي والإدراك العام ونتجاوز الفكرة المدللة عن الشعب وفضائله حين يمكن الوصول إلى السلطة لمجرد ذرف دموع تبكي الفقراء والمساكين ..
• يعترض كثيرون على التصويت لقيس سعيد من جهة أنه لا يصدر عن حزب.. وإذا الناس يصوتون له لأنه دون حزب ومتحرر من كل التزام تنظيمي.. وهذه لوحدها مفارقة تحتاج الكثير من الجدل.. نتساءل عن معنى الحزب ومؤسساته وهو يهزم أمام شخص لا يملك غير تصريحات تثير الإعجاب.. نتساءل عن اشتغال السلطة والعلاقة بين المؤسسات في ظل تراجع مؤسسة الحزب كنواة أساسية للحياة السياسية..
أمامنا ما يشبه الزلزال السياسي لنعيد تشكيل المفاهيم.. وأمامنا المستقبل فقد تنجح المقاربة وقد نخرج منها نحو نفق مظلم جديد.. أمامنا الكثير لنفعله..
• ننتبه إلى الرجلين، ونتساءل عن حدود التدخل الأجنبي ضمن تفاصيل العملية السياسية والانتخابية.. قيس سعيد يبدو الآن شهادة براءة مؤقتة لسلامة ما نحن فيه.. فيما يبدو منافسه شهادة عن حدود وعينا وركوننا إلى أسفل هرم ماسلو للحاجات..