السياسيون انتخبوا نبيل القروي

نور الدين الغيلوفي

إذا لم يتخلّ نشطاء السياسة منذ سبعينات القرن الماضي، القابعين في القرون التي قبله، عن عنترياتهم وعنجهياتهم، ولم يتنازلوا عن تعاليهم الأجوف وتفاصحهم الزائف، ولم يتخلّوا عن عجرفتهم وادّعائهم، ولا أظنّهم يفعلون، سحقهم التاريخ وجعلهم أثرا بعد عين لا يعدون موضوعا لدراسة علماء الحفريات، وهذا هو الأرجح…
الانتخابات لعبة انخرط فيها الفرقاء وهم يتهارشون ويتلاعنون ينفي بهضهم بعضا فخسروها وربحها غيرهم.. وخرجوا منها بنتائج تتنافس الفشل والعجز وتعكس جهلا مركَّبا بشعب تركوه للصوص تطعمه و”تحنو عليه” …
ما تسلّل لصّ إلى شعب يُفترَض أنّه أنجز ثورة رائعة، إلّا لأنّ السياسيين، حكّاما ومعارضين، تركوه لعراكاتهم التي لا تنتهي كأنّهم تآمروا مع المافيوزي نبيل القروي على الشعب وعلى أنفسهم معًا…
أما كان يمكنهم أن يتركوا التهارش الذي لا يجدي ويتنافسوا في خدمة الشعب وتسهيل الحياة عليه بعد أن وضعوا الدستور قانون إدارة تنافسهم؟
سيندم هؤلاء الحمقى مرّتين: مرّة لأنهم أخرجوا أنفسهم من ممكن التنافس ومن السياسة كلّها ومرّة لأنّهم أسلموا الشعب للمافيا تعجن منه ما يخدم جشعها…
واصلوا مناكفاتكم، أيها الأغبياء، واتركوا نبيل القروي يعاقر فحولته في شعب نسي مقولة “تجوع الحرّة ولا تأكل”.. لقد أسلمتم شعبا تتغنّون به مرّتين: أسلمتموه لجوع سحق آدميته وتركتموه لسحت يقيم به أودَه من يد مجرم بسط للناس يده ل “يحكمهم ويحكم والديهم”…
يبقى انتخاب قيس سعيد عنوانا لمناعة اكتسبها هذا الشعب.. ذراع تسقط يفترسها مافيوزيّ لترتفع بالجسد ذراع ترفع راية..
اسمها الثورة..
لعلّ وعسى…