ما دون المافيا
زهير إسماعيل
تبرهن المنظومة مرة أخرى كم هي تعيسة، فهي ما دون المافيا بكثير، وعليها بذل مزيد من الجهد لتبلغ هذه المنزلة. فلا تُسندوا إليها لقب المافيا، ففي ذلك مدح لها بما ليس فيها…
في أحسن الأحوال، هي “مافيا رثة” قد تنجح زمنًا في منع قيام الديمقراطية بما هي قواعد تنافس متواضَعٌ عليها من أجل خدمة مصالح الناس والبلد، لأن سياق الديمقراطية لا يمكّنها من تحقيق جشعها وجوعها المرضي.
قد تنجح برثاثتها في تأجيل استقرار الديمقراطية ولكنها لن تنجح في مصادرة الحرية، بل لن تجرؤ على التفكير في ذلك، فالأمر استعصى وإلى الأبد.
وقد يصعد من يصعد إلى الرئاسة من حفتريشها (القروي قد يحكم فيه قَرْوِي، والزبيدي مرشح لأن يذوب مع أول ارتفاع للحرارة)، وستُفرز التشريعية وضعا هو صورة من حالة التشتت الكبير التي يعرفها المشهد. لذلك سيفرض تقابل القديم والجديد نفسه بعد التشريعية، رغم اضطراب الحدود بينهما واختلاف مكوناتهما، واختلاف مراتب هذه المكونات داخل كل منهما.
سنواصل استمتاعنا بحريتنا المعمّدة كاملةً، رغم وطأة الأزمة الاجتماعية، إلى أن تتوفر شروط استقرار الديمقراطيّة… وهي نفسها المقدمة الضرورية للشروع الفعلي في البناء… لا أفق غير هذا…
نعيش فترة مثيرة، منذ سنوات، نشهد فيها موت قيادات وميلاد أخرى واضمحلال تجارب حزبية وظهور تجارب جديدة… مجتمعنا حيٌّ…