بين 26 و 26/26 ..

نصر الدين السويلمي

“ان هناك فئة صغيرة يستغلون الانتخابات لانتقاد الحكومة التونسية والتشكيك بنتائج الانتخابات.. نسوا واجبهم الأخلاقي والسلوك السليم وسوف نتخذ كل الاجراءات القانونية ضد الذين يلحقون الضرر ببلادهم”. بن علي 2009.
بين 26 من المترشحين المصطفين كالتلاميذ يعرضون أنفسهم على الشعب، وبين صندوق 26/26 وصاحبه الذي كان في مثل هذا اليوم وقبل 10 سنوات يجلس في استراحته يتابع اخبار رؤساء حملته الانتخابية محمد بوشيحة أمين عام حزب الوحدة الشعبية وأحمد الإينوبلي أمين عام الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وبعض الملاحق الاخرى، بين هذا الرقم وذاك قصة طويلة يسخر منها العملاء ويخشاها الجبناء ويتحاشاها اصحاب القلوب الضعيفة ويمضي بها اولي العزم إلى مستقرها الأخير.
بين الزمن الوضيع الذي كنا فيه فرجة العالم المضحكة والزمن الرفيع الذي أصبحنا فيه فرجة العالم المفخرة، بين الزمن الذي عنون فيه موقع سويس انفو “الرئيس بن علي يختار منافسيه” والزمن الذي عنون في نفس الموقع “المناظرات التلفزيونية.. خطوة جديدة للديمقراطية الوليدة في تونس” بين الزمن القاحل والزمن الممطر، 10 سنوات من الصراع مع الورم ثم مع خلاياه المستشرية ثم مع الأسمدة الاقليمية المسمومة التي تغذيه تبعا.
ما الذي قلب المعادلة، ما الذي انتقل بالرقم 26 من دولة التعذيب والمعتقلات الى دولة القانون والمؤسسات، مالذي نزع طعم العلقم من 26 وحقنه بطعم عسلي، قد لا نحسن تقديم الاجابة الشافية عن ذلك، وربما أجاب عنها خبراء الرياضيات وربما خبراء الفيزياء، هم ادرى بمعنى بأرقام 26/26 اذا تحولت الى 26 – 17/14. تلك شروحات تقنية يتكفل بها اصحابها، أما نحن هنا لنستمتع بمناخات التنافس ونستعذب آلاف التدوينات التي تنضح بها وسائل التواصل الاجتماعي، تلك الصادرة عن شعوب عربية تتغزل بمسيرة ديسمبر العظيمة، في الاثناء نستحضر عبارات البي بي سي قبل 10 سنوات خلت ” أعيد انتخاب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لولاية رئاسية خامسة حيث أظهرت النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية التونسية حصوله على نسبة 89.62% من إجمالي أصوات الناخبين في الانتخابات التي جرت أمس الأحد.
وتشمل هذه النتائج جميع الدوائر الانتخابية الـ26 في البلاد حيث حصل بن علي على نتائج تراوحت بين 87,95 في المئة في مدنين و93,27 بالمئة في تطاوين بالجنوب التونسي، حسبما أعلنت وزارة الداخلية التونسية. وإجمالا لم تقل نسبة الأصوات لصالحه عن 84%، وكانت أكبر نسبة أصوات حصل عليها الرئيس التونسي من التونسيين في الخارج ووصلت إلى أكثر من 94%. وجاء ثانيا محمد بو شيحة بنحو خمسة في المئة، أما أحمد الاينوبلي مرشح الاتحاد الديمقراطي الوحدوي فقد حصل على نحو 3.8 % ثم احمد ابراهيم مرشح التجديد الذي نال اضعف نسبة اصوات بنسبة بلغت 1.57%.”
ذلك زمن مضى، لا اعاده الله على تونس وانقذ الله منه سائر الدول العربية التي مازالت تتجرعه، وهذا زمن نعيشه بارك الله لنا فيه وساعدنا على تحسينه وترقيته وتهذيبه من شوائب الخونة والصبايحية واصحاب العاهات الايديولوجية المستديمة، بارك الله في من يبوس نعمة ربي ويحفظها، ولا بارك الله فيمن يدوس نعمة ربي ويجحدها.

Exit mobile version