عبد القادر عبار
1. “وذكرهم بأيام الله”.. وعاشوراء من أيام الله التي وجب التذكير بها وذلك لبليغ دلالتها وعظيم إشاراتها.. التي يحتاج المستضعفون تمثلها واستيعابها والاستئناس بها في هذا الزمن الصعب (الزمن الترومْبي) زمن الظلم الفاجر.
2. عاشوراء.. هي عنوان اليقين الجازم بالنهايات الرهيبة والمفاجئة للظالمين الذين يستندون إلى طواقم رهيبة من المخابرات المدربة ويستقوون بشتى أصناف العضلات التقنية العالية ويتميزون بظهير من التحالفات الدولية الفاعلة.. تجعلهم يوقنون بأنهم لا يهزمون أبدا ولا يندحرون ولا يقهرون.
3. في مشهد عاشوراء.. كان الحاجز المائي الذي يمثله البحر الأحمر بعرض 355 كلم وبطول 1900 كلم، صادما بقسوة ومحطما برهبة لنفسية وعزيمة قوم موسى الذين لم يتزودوا من وسائل النقل المائي ما يمكنهم به عبور البحر للإفلات من قبضة “فرعون”.. ولهذا صاحوا خائفين مستسلمين “إنا لمُدركون”.
4. وفي الطرف الأخر من مشهد المعركة.. لا بد أن فرعون المدجج بالحقد النووي على موسى ومن معه عندما رأى كماشة البحر لمعارضيه الغائضين له.. لا بد انه وقد أخذته النخوة والعزة الكاذبة ووجدها فرصة سانحة لتأكيد مقولته الملعونة “أنا ربكم الأعلى”.. التفت إلى جيشه المستنفر عن آخره وهو مبهور بنجاح خطة لم يحسبها وقال لهم: انظروا.. لقد انتهى موسى ومن معه.. ولا بد انه قام برقصة النصر فاستل سيفه ورفعه في الهواء ملوحا به للترهيب وهو ينادي: “ذروني اقتل موسى وليدع ربه..”.
5. ولكن رقصة النصر الوهمي التي يفتعلها الظالمون لخداع الرعية التي كثيرا ما يستخفونها.. لم تطل بفرعون.. إذ سرعان ما انقض عليه الماء وفاض عليه البحر وصفعه الموج.. ووجد نفسه يغوص بنياشينه وأساورته الذهبية وهو يبقبق: “إني أغرق.. أغرق.. أغرق”..
6. عاشوراء تقول للظالمين.. لا تفرحوا كثيرا.. فالنهايات مفاجئة ومرعبة.. ومخزية تشخص فيها أبصاركم.. من النمرود الى فرعون الى ابي جهل.. وخلفهم المعاصرين.. والبقية تاتي.. وتقول للمستضعفين والمظلومين.. أبشروا “إن معي ربي.. سيهدين”.