كيف أختار مرشّحي للرّئاسة ؟

سامي براهم

البعض يتصوّر أنّ جامعيّا ناشطا بشكل أو بآخر في الشّأن العامّ غير صادق عندما يقول أنّه لم يحدّد بعد مرشّحه للرّئاسة !
الأكيد هناك مرشّح قريب من قلبه أو عقله أو يعبّر عن قناعته ويحوز ثقته، لكن هل يكفي هذا ليكون مرشّحه للرّئاسة ليعلن عنه ويسوّق له ؟
هل نريد رئيسا نحن مقتنعون به فقط؟ أم نريد رئيسا يحوز على حدّ من الثقة ويصل إلى الفوز ؟
ليس مجرّد فوز على منافسين انتخابيين في انتخابات عاديّة بل على ممثّلي منظومة هي في أقصى حالات الاستنفار والهيجان للوصول إلى أحد موقعي سلطة التنفيذ العليا في البلد،
الرّهان إذا ليس على الأفضل فقط بل كذلك على الأوفر حظّا للوصول وقطع الطّريق على مرشّحي مافيات النّهب والفساد، الرّهان على المصلحة العامّة وليس على المصلحة الحزبيّة.
معادلة المصلحة الوطنيّة عندما يكون مرشّحي الذي يستجيب لقناعاتي ليس الأوفر حظّا بمقتضى عمليات سبر الآراء وملاحظات الميدان، عندها يكون الاختبار، اختبار الوعي السياسي والذّكاء الانتخابي والحسّ الوطني.
لا بديل عن التصويت المفيد لإيصال الأوفر حظّا للدّور الثّاني ليكون هناك ممثّل للمنظومة الجديدة مهما كان تقييمنا لشخصه حتّى تكون المنافسة في الدّور الثّاني بين ممثّلي المنظومة القديمة منظومة الفساد والاستبداد،
ولنا كلّ السّبل لممارسة الضّغط على ممثّل التصويت المفيد ليكون في مستوى التطلّعات والانتظارات.
هي انتخابات المصلحة لا العواطف، انتخابات مرحلة متقدّمة حاسمة في مسار الثّورة والانتقال الدّيمقراطي، يجب أن تدار بكثير من الحكمة والإيثار والتّضحية والبصيرة السياسيّة.
أقول قولي هذا لا انتصارا لمرشّح أو فئة سياسيّة بعينها، نقف من الجميع على نفس المسافة عندما يتعلّق الأمر بالاصطفافات الحزبيّة والأيديولوجيّة، ولكن لا نقف على نفس المسافة عندما يتعلّق الأمر بمصلحة البلد ومستقبله.