Site icon تدوينات

ثورة تونس يدمرها بالأفعال دعاتها بالأقوال

أبو يعرب المرزوقي

أبو يعرب المرزوقي

أبو يعرب المرزوقي

فمن بين 26 مرشحا للرئاسة لا أحد يمكن أن يعيب على ممثلي المافيات التنافس من اجل استرداد السلطة السياسية بالطرق التي تبدو ديموقراطية بوسائلها المعلومة أعني بعدي العجل الذهبي:

لكن كيف نفهم أن الذين يتكلمون منهم على الثورة وضرورة الإصلاح يفتتون صف الثورة فيصبح التنافس بينهم تسهيلا لمهمة المافيات؟ لأنهم يتنافسون على ما ليس لهم القدرة عليه من دون وحدة الصف لأن قوتهم لا تستمد من معدن العجل ولا من خواره بل من وحدة الشعب وراء الأهداف بعيدة المنال لحاجتها إلى تضحيات كبيرة حتى نخرج البلاد مما تردت إليها ماديا وروحيا حتى صارت مستنقع للسفالة والنذالة والرذيلة في كل المجالات: فمرض تونس يشمل كل وجوه الحياة من أدناها إلى اقصاها ولم يعد شيء يعمل بصورة تمكن البناء السليم.
1. هل يمكن أن نقاوم المافيات بالكلام البليغ واظهار الحقائق لكأنها مجهولها في حين أن الجميع على علم بأن التعليم والصحة والاقتصاد والأخلاق والسياسة وكل شيء يتعلق بالصالح العام صار من جنس سوق تحكمه المافيات التي استحوذت على أكثر من نصف الاقتصاد بالطرق اللاقانونية والنصف الثاني بالطرق القانونية التي جعلت الدولة في خدمة المافيات الرسمية؟
2. هل توجد وسيلة أخرى غير وحدة قوى الخير ضد قوى الشر والاعتماد على وحدة الشعب من أجل استكمال تحريره خلال معركة تحرره؟
لذلك ولن أتردد في قولها صراحة:

إن النتيجة الوحيدة التي يراها كل ذي بصيرة هي أن تفتيتهم صف الثورة باسمها ستكون العلة الرئيسية لنجاح الثورة المضادة لأن الجميع يعلم أن كل هذا الحرص المبالغ فيه منهم ليس دليل صدق بل هو في الحقيقة ترشح للإسهام في الذهنية المافيوزية التي جعلت السياسية الطريق السيارة للإثراء في تونس.
وهذه هي العلة الحقيقية للتفتت فكل المتكلمين لهم من يسندهم من خلف ولا أحد يسند خيول السباق السياسي إلا المافيات المحلية في خدمة المافيات الدولية وخاصة الصهيونية والصفوية والاعرابية وطبعا المستعمر الذي لا يمكن أن اكتفي بوصفه بالسابق لأنه ما يزال على ما كان عليه بل اعتقد أنه اضاف إلى الاستعمار الاقتصادي والسياسي الاستعمار الثقافي بعد أن صار جل النخب بديلا منه في الحرب على ما كان يحمي الشعب من سلطانه الروحي عليهم.

Exit mobile version