انقلاب مزعوم يخفي وراءه انقلابا مخطّطا له

سامي براهم

الفكر الانقلابي
نخب جامعيّة مرموقة تبرّر ما صرّح به وزير الدّفاع “في إجازة لحملة انتخابيّة” من تخطيط وعزم على تطويق البرلمان بالدبابات لمنع الانقلاب على الشرعيّة من داخل البرلمان.
لا أكاد أصدّق أنّ هؤلاء هم أنفسهم الجامعيّون المدافعون عن الدّولة المدنيّة، يفترضون أنّ انقلابا يمكن أن ينبثق من تحب قبّة برلمان يضمّ كلّ أطياف الأحزاب والفئات والنّخب والجهات، في ظلّ دستور حدّد منظومة الحكم ونظّم بشكل واضح طرق إدارة السّلطة وانتقالها،
يفترضون أنّ البرلمان ممثّل الشرعيّة يمكن أن ينتج انقلابا على الشّرعيّة يقتضي تدخّل الجيش لإعادة الشرعيّة !!!
أيّ عقل يقود هؤلاء وأي وعي مدني وأيّ حسّ وطني وأيّ ثقافة مواطنيّة وأيّ تقدير لمصلحة البلد ؟
انقلاب مزعوم يخفي وراءه انقلابا مخطّطا له

يعني ما ورد في تصريح السيد وزير الدّفاع سيناريو صبياني سخيف يسيء إلى الجيش الوطني وللمؤسّسة العسكريّة ويسيّسها ويورطها في تجاذبات سياسوية انتخابويّة ضيقة فضلا عمّا فيه من إفشاء أسرار عسكريّة وضرب لهيبة الدّولة ومؤسساتها السياديّة وما لذلك من أثر على نظرة العالم للتجربة الديمقراطية في تونس.
لكن تبقى الأسئلة المعلّقة لهذا التّصريح :

أسئلة الأصل أن تفتح فيها النيابة العموميّة تحقيقا لمعرفة كلّ ملابسات ما وقع.
القادم أفضل
عرض المرشّحين لبرامجهم وأفكارهم وجوابهم عن أسئلة محاوريهم ليس مجرّد عمليّة استعراضيّة لمغازلة النّاخبين واسترضائهم بل اكتشاف لشخصيات السياسيين المركّبة من حيث برامجهم وأفكارهم وأمزجتهم وخلفياتهم السياسيّة والأيديولوجيّة ومن يقف وراءهم.
الانتخابات الحرّة في مناخات ديمقراطيّة حقيقيّة منظّمة بالدّستور والقوانين والهيئات المستقلّة، قيمتها ليس في ما تفرزه من مرشّحين للرّئاسة أو البرلمانات بل في ما توفّره من سياقات لتطوير الملكة السياسيّة والحسّ المدني والثّقافة المواطنيّة التي تؤهّل المواطن لتجسيد مواطنته.
هذه المواطنة لا تتجسّد عبر الانتخاب وحسن الانتخاب فقط بل كذلك بمراكمة الوعي الذي يمكّن فهم العمليّة السياسيّة بمختلف مؤثّراتها وإكراهاتها ومواطن الفعل فيها بشكل يجعل المواطن قادرا على القيام بدور المتابعة عبر النّقد والتقييم والرّقابة التي بهذا يكون المواطن مواطنا.
تونس تمرّ بمرحلة متقدّمة في الانتقال الدّيمقراطيّ يمكن لو واصلت على نفس النّسق أن تفضي إلى مناخات إيجابيّة تساعد على ضبط منوال للتنمية تجتمع على صياغته وإنفاذه مختلف المكونات الوطنيّة.
مهما كانت العوائق والعراقيل والتعثّرات القادم أفضل.
https://www.youtube.com/watch?v=eD4ZedLd-x0

Exit mobile version