Site icon تدوينات

الدّولة الفاسدة

عبد اللطيف علوي

عبد اللطيف علوي

عبد اللطيف علوي

الدّولة الفاسدة، التي تسيطر عليها نقابات الجراد، لا تصلح ولا يمكن أن تنجح في إدارة أيّ مشروع مهما كان، ولو محلّ بقالة في حيّ هادئ صغير يسكنه الملائكة.
حيثما وجدت هذه الدّولة توجد حولها عصابات من اللّصوص تمتصّ ضرعها وتعصره عصرا حتّى ينزّ منه الدّم.
الدّولة في الأصل، لا يمكن أن تكون تاجرا ولا صانعا ولا حتّى مزوّد خدمات، في أيّ شيء، بما في ذلك التربية والتعليم والصّحّة والنّقل وحتّى الأمن. مثلما لا يمكن أن تكون طبّاخا ولا ممرّضا ولا حلاّقا ولا حتّى زبّالا، فما بالك إذا سيطرت عليها فوق هذا كلّه نقابات الجراد!
الّذين يعتقدون أنّ سيطرة الدّولة على بعض القطاعات ضرورة لخدمة المواطن الزّوالي أو لخدمة الأمن القوميّ، مخطئون من ساسهم إلى راسهم. الدّولة الفاسدة سوف تمتصّ من دم الغلابة ألف مليار مثلا بحجّة أنّ هذه الأموال سوف تعود إليهم في شكل رعاية صحّيّة، لكنّها في طريق عودتها، سيعترضها اللّصوص والسّماسرة والتّجّار والمهرّبون والبيروقراطيّون والمهملون والمتقاعسون والفاسدون المفسدون والمتحيّلون والمرتشون وأبناء التّييييييت، ومقاولو المصحّات الخاصّة داخل المستشفيات العموميّة، ولن يصل منها في النّهاية إلى صحّة المواطن سوى ربع العشر من ذلك المبلغ الّذي أخذته من أفواههم بحجّة الرّعاية الصّحّية، وقس على ذلك…
لا يجب أن يبقى أيّ شيء تحت تصرّف الدولة التي تحكمها العصابات والنقابات. إمّا أن تكفّ الدّولة عن الامتلاك والتصرّف، وإمّا أن يقع تحريرها من النقابات، ومن العبث القول بأنّ هناك أنظمة للتصرّف والشّفافيّة يمكن أن تحقّق حسن التّصرّف في ممتلكات الدّولة بما ينفع المواطن في ظلّ هذه الأوضاع. هراء في هراء، ولم يثبت في أيّ بلد من البلدان ولا في أيّ زمن أنّ الدّولة الفاسدة يمكن أن تنفع في هذا ولا فيما هو أقلّ منه.
التّعليم المجانيّ أو الصّحّة المجانيّة إذا كان من مازال يؤمن بهذه الكلمات المضحكة، تعني في بلدان الفساد العربي، أن يتكفّل كلّ خمسين أو ألف مواطن مثلا بلصّ كبير، يأوونه ويطعمونه ويكسونه ويحمونه وينكحونه ما طاب له من الأبكار والثّيّبات، ليصل إليهم في النّهاية نصيب السّطل الفارغ من قاع البئر مختوما بأختام الدّولة الرّسميّة.
فلتذهب الدّولة الفاسدة إلى الجحيم، الدّولة الّتي يريدها بارونات اتّحاد الجراد أن تبقى مجرّد مبغى أو مرحاض يقضون فيه حاجاتهم ويذهبون.
من النّهارده مفيش حكومة. احنا الحكومة.
#عبداللطيفعلوي

Exit mobile version