نور الدين الغيلوفي
قيادت البيروقراطية المافيوزيّة أم الذين ينقدون أداءها إشفاقا عليه؟
أحد القيادات النقابية بالمكتب التنفيذيّ يتّهمني، بسبب ما أكتبه، بأنّني أكتب ضمن أجندة تعادي الاتحاد.. وأنا، بصراحة، لا أجندة لي غير أجندة الوطن والضمير.. ولم يكلّفني أحد بأن أكتب، يوما شيئا لأمرين اثنين:
• الأوّل: لأنّني لست من النوع الذي يعرفه هذا القيادي ويُشْبِهُهُ.. أنا رجل حرّ أصدر عمّا يجول برأسي ولا أقبل أن يُمليَ عليَّ أحدٌ ما أكتب.. أكتب ما أرى وأرى ما أريد.. ويوم يستكتبني أحد سألعن نفسي وأكسر قلمي.. وأنسى حروف الأبجدية كلّها.
• الثاني: لأنّ من يريد للاتّحاد السقوط لا يكتب شيئا بل يترك قيادته على غيّها وغبائها تسلك في البلاد سلوك ثور أعمى هائج يصطدم بكلّ شيء ولا يحترم قيدا ولا ينضبط لقانون وهي تتغنّى بقوّتها الكبرى في البلاد… كأنّنا في غابٍ البقاءُ فيه للأقوى.. من يريد بالاتّحاد سوءا ويضمر له شرّا يترك قيادته تهوي به ويكتفي بالفرجة على دويّ سقوطها/سقوطه.
أعلم جيّدا أنّ هذا القياديّ الكبير غير مؤمن بما قاله.. ولكنّ لديه كسلا ذهنيا جعله ينخرط في نظرية المؤامرة بدل أن ينظر إلى وجهه في المرآة حتّى يرى عيوب أدائه.. فمثله كمثل غارق في الجريمة استحال عليه الإقلاع عنها.. وبدل تركها يخرج إلى الشارع ليتّهم الناظرين في وجهه ويخلع عليهم صفاته.. هذا القياديّ وأمثاله هم المضرّون بالاتّحاد.. كأنهم مكلّفون بأخذه إلى حتفه.
كلّ الذي أفعله أنّني بما أكتب أرفع مرآة في وجوه هؤلاء.. وكلّما رأى أحدهم وجهه في مرآتي انعكس له ما أنكر من قُبحه.. وذلك في حدّ ذاته مزعج مؤلم.. وعلى قدر ألمه يكون اتّهامه لي.
أنا أكتب تدوينات تصيب بعض الهوى عند بعض من يقرأ لي.. أشارك الناس أفكارَهم وأقاسمهم هواجسهم.. لا غاية لي غير مصلحة البلاد عامّة بعيدا عن جميع الهويات القاتلة التي تعطّل مجتمعنا عن الإنجاز وتنتصب أحجار عثرة في طريقه…
وبعدُ، فإنّ كلّ من يعادي الاتّحاد العام التونسيّ للشغل منظَّمةً وطنية جامعةً فهو غير عاقل ولا يملك فهما.. ولا أفق لديه.
الاتّحاد، بعيدا عن قيادته المتهوّرة، حصن للبلاد وضمانة للمجتمع ومناعة للكادحين في وجوه العصابات والمافيات والمستبدّين…
الاتّحاد منظّمة مدنية وطنية ليست هي القيادة التي تسيّرها…
ولكن ليس من المعقول أن تستوليَ القيادات الفاسدة على حصانة لا تستحقّها تجنيها من منظّمة تحظى باحترام التونسيين منذ نشأتها…
نقد الأداء ليس عداءً…
نحن ننقد للبناء…
وحدهم محتكرو العصمة هم الذين يلحقون بالمنظّمة ضررا جسيما لن يزول سريعا.