تشاؤل بالقهوة …

نور الدين العلوي

القضايا الخلافية ذات الطبيعة الايديولوجية التي تثار لارباك الاسلاميين نقصت قضية مهمة هي قضية المراة… فبعد قبول الاسلاميين (النهضة) لمسالة المناصفة في الترشيح والتصويت… وانكشاف ان من فرضها اقل ميلا الى التزامها واعجز خرجت هذه القضية من الجدال السياسي الحالي… (بل يمكن للاسلاميين ان يزايدوا بها). 
خرجت ايضا قضية التحكم في المساجد واستعمالها فلم يظفر احد بنهضاوي يخطب خطبة سياسية حزببة في مسجد…
بقيت قضية الميراث… ولكن الاشكال ان استعمالها ينقلب لصالح النهضة خاصة اذا الحت على احالتها الى الاستفتاء الشعبي… لذلك نرجح ان سيتم السكوت عليها وتجاوزها… قريبا (لن تعود في انتخابات اخرى مهما قربت او بعدت).
ناتي الى قضية التسفير… والتعاون مع الارهاب…
هذه كانت تدخل في اختصاص الرئيس الباجي مثلها مثل قضية الاغتيالات (لانها تتعلق بامن الدولة) وكانت ورقة مهمة ليخضع بها شريكه في السلطة ويذله.. وقد كانت في برنامجه الانتخابي لكنه لم يدفعها الى مداها… بل ان استعادته الفجئية في 2018 ثم صمته السريع عن قضية الاغتيالات يترك سؤالا مهما لماذا لم يستثمرها الرئيس حتى النهاية… وهي قضية تقصم الظهر…
هل كان مطلعا على امور لم ينشرها ولا تقدم للقضاء ؟ هل عرف وهو المحامي ان الحجج اضعف من ان تصمد امام قضاء مستقل او امام محامين شرسين ؟؟
في كل الاحوال تجري الدعاية الانتخابية هذه المرة بشحن ايديولوجي ضعيف وغير منتج انتخابيا… (هنا ربحت النهضة بصبرها الطويل) وخسر مثيرو هذه القضايا بفرط الالحاح عليها دون تقديم خطوات عملية لتحقيقها… خاصة جماعة اشكون قتل شكري.
كنت اتوقع ان مثل هذه القضايا استفرغت وسنخوض غمار الانتخابات بالقضايا الفعلية (وقد خرج كثيرون من هذه الحلقة المفرغة) لكن هذه ثمالة الصراعات القديمة وهي الى زوال… لكنها لا تزال بثمالتها تؤجل الاساسي… من الصراع… حول البدائل الملحة للخروج من الازمة الاقتصادية التي تسحق الجميع وتنذر بهلاك وشيك…
نتشاءل بالقهوة.. وليس لنا الا الصبر…

Exit mobile version