الاستقواء بالمجتمع للتحرر من قمع الدولة
الأمين البوعزيزي
بعدما قرأت كثيرا لمن كانوا يُصلّون وراء النهضاويين بلا وضوء طمعا وانتهازية، واليوم دازّين فيها علمنجيين مزايدين:
• موضوع الميراث يخص المورث وليس الوارثين، وهو موضوع محسوم داخل عقيدة الشعب التونسي ذي الغالبية المسلمة. إذ أمر القرآن الكريم صاحب الميراث بالوصية أولا للتصرف في كيفية تقسيم أملاكه بالتساوي بين الذكور والإناث أو تخصيصه كله للبنات في حال تعرضهن إلى أوضاع خاصة، (فالإسلام معني بتماسك الأسرة أولا وأخيرا)، أو المرور إلى التقسيم الذي يفصله القرآن.
إذن لا ضير من تخيير التونسيين من اعتماد ما يرونه، (مع انحيازي لأولوية العمل بالوصية). وهذا لا يسمى ازدواجية قوانين كما يهرف المتعالمون بل يسمى لدى فقهاء القانون بـ القوانين المكملة.
- أن يعلن مترشح لرئاسة الجمهورية أنه غير معني بالمشروع محل الجدل المجتمعي (لأرتباطه بأجندات دوائر الهيمنة الغربية بما هي امبريالية اقتصادية وثقافية، ولصمته الجبان عن مسألة الميراث في تشريعات جزء من التونسيين يعتتقون العقيدة اليهودية المعروف موقفها من مسألة الميراث. التي يبدو أن المزايدات والمزايدين تسّاقَطُ أوراق علمنجيتهم إرضاء لصهيون!!!). لا يعني أن رفض مترشح للرئاسة له هو تنكر للمساواة بين الذكر والأنثى بل يعني النأي بنفسه عن الاستقواء بمؤسسات الدولة الردعية على المجتمع. والرهان على مقاربة التحرر بالمجتمع بديلا عن التحرر رغما عنه التي تدفع المجتمع نحو النكوص أكثر، فقبضة الدولة تماما كما قبضة الكولونيالية هي لا تمدن المجتمعات وانما تعرقل سيرورة تمدنها وتساهم في ميلاد حركات نكوصية لا تقل هيمنة واستحواذا على المجتمع.
- وظيفة رئيس الجمهورية النأي بمؤسسة الرئاسة عن أدوار الاصطفاف الأيديولوجي الهووي الذي تدمنه نخب الاغتراب المكاني العلمنجية وضرتها نخب الاغتراب الزماني السلفية.
- ما الغرابة في أجواء حملة انتخابية (تعبوية في جوهرها) من التوجه إلى القاعدة العريضة من مجتمعه في وقت فضل فيه آخرون مغازلة النخبة المرتبطة والنمط المرتبط بالأجندات الثقافية لمتربولات الهيمنة والنهب!!!
- هل التوجه بالخطاب الإنتخابي إلى الشعب العميق باعتباره أعرض قاعدة انتخابية معناه مغازلة قواعد النهضة كما يهرف المزايدون الحمقى أو هو سطو على قواعد النهضة كما يهرف الواهمون الحمقى الذين يظنون الشعب العميق حبس مسجل في دفتر خانة لهم؟؟!!
- أليس ذلك تسليم منكم كون الشعب التونسي “خوانجي” سلفي؛ ووضعتم أنفسكم واجهة مقابلة له لتحضيره وتمدينه كما زعم المحتلون ذات يوم فواجههم الشعب العميق ردعا ومقاومة!!!
- كفى هذيانا، التحرر من ضغط أوزار الماضي لا يكون بالحرب على المجتمع استقواء بأجهزة الدولة الردعية وتعليمات مؤسسات الهيمنة الإمبريالية ، وانما يكون التحرر عبر الاستقواء بالمجتمع (التائق للكرامة الإنسانية) لردع قمع الدولة وهيمنة دوائر النهب الغربية والتحرر الذاتي من أعباء ماض بشري لسلف لا قدسية له ولا سلطة له على الخلف عقيدة ومصيرا !!
• أما عن ثاني مسألة رخيصة لترذيل كل من لا ينخرط في سياسات بنعلي للحرب المفتوحة على النهضاويين:
- المرزوقي لا يلتزم بالحرب المفتوحة على الاسلاميين كما كان يفعل بن علي ومن ورثوا عنه حروب الاستئصال الهووي بعد أربعطاش جانفي!!!
ولا يؤمن كذلك ولا يلتزم بسياسة “بوس خوك” اللي يعتمدها النهضاويون مع المنظومة التي روّعت وجوّعت التونسيين. - المرزوقي زمن الترويكا وقبلها وبعدها يعتمد منهجا آخر : التقاطع والصراع. نتقاطع فيما نتفق فيه من محاور نضالية ولا حرج في مد اليد لهم ولغيرهم.. لكن ذلك لا يعني طمس الصراع معهم في محاور أخرى مختلف فيها كالقرار السيادي أو خيار الدولة الاجتماعية… هكذا يدار الصراع المتحرر من الارتباطات المشبوهة.
فليكفّ الاستئصاليون عن الترذيل الجاهل وليكفّ النهضاويون عن المنّ الأكثر جهلا…
#لاحربمفتوحة
و #لاتوافقمغشوش
بل #تقاطع_وصراع.
حتى يوسف الشاهد لو كان صادقا في حربه على الفساد لتقاطع معه دونما حرج، لكن يوسف الشاهد يحتكر الفساد ولا يقاوم الا من رفضوا الخضوع له مقابل التغطية عليهم.
————— نعم للاستقواء بالمجتمع للتحرر من قمع الدولة، لا للإستقواء بقمع الدولة للسيطرة على المجتمع.
✍️الأمين البوعزيزي.