سامي براهم
شاهدت عديد المرّات السياق الذي عرض فيه الشّريط المجتزأ من محاضرة الأستاذ عبد الفتّاح مورو، لست متخصّصا في الإعلام ولكن بثقافتي الإعلاميّة أرى أنّ كلّ عناصر التواطؤ والقصد الكيديّ متوفّرة، حيث وقع إقرار مشاهدة كامل المحاضرة من طرف الإعلاميين الذين قدّما الفقرة ممّا يعني:
- أوّلا أنّ الاجتزاء تمّ من الشريط المصدر “video source” لا الشّريط المفبرك المنتشر على شبكة التّواصل الاجتماعي،
- ثانيا الاطّلاع على كامل المحاضرة باعتراف منشطي الفقرة ممّا يقتضي معرفة السّياق الذي اقتطفت منه الفقرتان وعدم الحاجة للتّوضيح،
- ثالثا التّظاهر بعدم وضوح المضمون والحاجة لتوضيح من المعني بالأمر.
- رابعا تعمّد عرض الفقرتين المجتزأتين كاملتين دون إنقاص ثانية واحدة.
- عدم الاعتذار للمرشّح وللمشاهدين بعد توضيح المعني بالأمر للسياق وعدم عرض بقيّة الفقرتين رغم طول البرنامج وسهولة ذلك تقنيّا.
كلّ هذا يدلّ على وجه القطع أنّ الاجتزاء مقصود وبشكل كيديّ خاصّة بعرض كامل الفقرتين وتأثير ذلك على المشاهد الذي يمكن أن لا يستوعب التوضيح أو يصدّقه في غياب القسم المجتزأ من المحاضرة، بل إنّ مجرّد إلقاء الشكّ والرّيبة حول الضّيف هو الحدّ الأدنى الذي يمكن تحقيقه.
ما وقع بلطجة إعلاميّة تامّة الأركان وتجاوز خطير يهدف إلى التّشويش على مرشّح رئاسيّ بأشكال بدائيّة مفضوحة أقرب إلى سلوك الهواة.