أردوغان، تميم، الجزيرة.. وجراء عبد الوهاب عبد الله

نصر الدين السويلمي

تعمل البروباغندا في نسختها الكونية ضد الموضوعية، تقلب الحقائق وتبترها وترفع الوضيع وتضع الشريف، تنشر المعلومة الكاذبة او توجهها بما يخدم الباطل، وقد تحول الجميل ان اقتضى الامر الى قبح، وتعمد إلى ترقية القبيح إلى مستوى الجمال، انها الدعاية المركزة التي تسعى لإقناع العاقل صاحب الفطرة بأن الصورة التي تبدو إليه ايجابية هي في الأصل شديدة السلبية، والفعل الذي استحسنته فطرته انما هو في غاية البشاعة.
هذه البروباغندا هي بمثابة الفيروس الكوني، خرج من رحمها فيروس صغير في أرض تونس تطور لاحقا الى مرحلة الوباء، وان كانت البروباغندا في تعريفاتها العامة تبشر بالسقيم وتنفر من السليم، فإن البروباغندا التونسية التي تولى كبرها اعلام عبد الوهاب عبد الله، تسوّق الى الاجرام وتشوه السلام، تسوّق إلى الثورات المضادة وتشوه ثورات الشعوب، تسوّق الى العربية وتشوه الجزيرة، تسوق الى سفاح الشام الذي دمر شعبه وتشوه رجل تريكا الذي نهض بشعبه، تسوّق الى محمد بن زايد الذي يقود الثورات المضادة، وتشوه تميم بن حمد صديق الثورات العربية، تسوق لأبوظبي التي تترصد تجربتنا وتشوه الدوحة التي تعتبر مع انقرة اكثر من دعم تجربتنا بشهادة الراحل الباجي قائد السبسي.
هذه البروباغندا الخبيثة واظبت على التشويه وتحالفت عليه واستعملته سلاحا لصناعة الرأي الكاذب، غربت بالرأي العام بينما شرقت الحقيقة، بروباغندا تعمل فيها جراء بن علي وابواقه على ترهيب الناس من تركيا العثمانية ، خنازير شبه آدمية مشوهة اولاد مخادنة وليسوا أبناء الفرش النظيفة، يحاولون تقديم أردوغان باني مجد تركيا الحديثة كتهمة!!! العلق الملوث يحاول عبر البروباغندا برمجة المجتمع على ان أردوغان هو البراميل المتفجرة و ان تميم امير قطر هو رابعة والنهضة والنصب التذكاري، ان تميم هو مشير الدم وعسكر قطر هو عسكر الدم وليس الحمل والوديع سيسي، بروباغندا متونسة زورا تحسّن من هندام الشذوذ وتشوه الهوية وتلاحق من ينحاز اليها او يقترب منها، بروباغندا تعمل قوادة على المدارس القرآنية لصالح أعضاء في جمعية شمس، بروباغندا بهكذا مواصفات، تحذّرنا من خطورة تميم لأنه ساعد تونس في مرحلة حرجة، وتحذرنا من أردوغان لأنه ساهم في تسليح الجيش التونسي في ذروة صراعه مع الإرهاب، ثم هي تقدم لنا دحلان في ثوب الدغباجي، ومحمد بن زايد في ثوب صالح بن يوسف، تقدم لنا فيفي عبدو في ثوب زليخة امرأة العزيز ونوال السعداوي في جمال كيلوبترا، بروباغندا الخز المتونس تؤكد لنا ان موسى هو الذي اتخذ العجل وان السامري هو الذي كلم الله وكلّمه، وان بلال بن رباح غدر بامية بن خلف ولم تثمر فيه الاموال التي أغدقها عليه، وان ابرهة الاشرم انحاز الى الجبل وهو يهمس “للبيت رب يحميه” وأن عبد المطلب همّ بتهديم الكعبة فأرسل الله عليه عقاب السماء، وأن ام جميل هي نفسها حليمة السعدية، وان ثاني اثنين هو عتبة بن ربيعة وليس غيره…بروباغندا بهذا القبح وهذا الاجرام وهذه الرائحة الكريهة، من العار ان تستغفل شرائح واسعة من الشعب، تشيطن لهم اردوغان بتهمة الاسلام والجزيرة بتهمة حرية الاعلام!
بروباغندا تخطط لاقتحام دور القرآن وتشن حملة على من يقتحم دور الخناء، كيف لها ان تنصف رجب طيب اردوغان الذي اعاد للراية التركية قيمتها قبالة الراية الشقراء المتكبرة المتعجرفة، واعاد للعربية قيمتها بعد ان شطبها اتاتورك وجرم التعامل بها، كيف لخز المجاري أن ينصف اردوغان بعد ان أعاد للإسلام بريقه في تركيا ونثر على القسطنطينية عبقها التاريخي، بروباغندا يقودها الجرو الطاروس والجرو الشركي والجرو السائب وخالية حتى من جراء الدوبرمان، كيف لها ان تنصف الجزيرة التي أسست للمواطن العربي الإنسان، للمواطن الفكرة وكشفت للشعوب العربية ان الزعيم يمرض ويسعل ويذهب الى الحمام وتنبت له حبة.. دمالة.. طالعة، في امان حساسة فيقضي الاشهر على بطنه، وان الحاكم تجري جوفه، وأن الحاكم يخون الدولة كما يخون الزوجة، وأنه يواعد الخادمات والعشيقات والسكرتيرات.. لقد أكدت لنا الجزيرة ان بعض الحكام ليسوا برجال، هم ايضا ليسوا بذكور، وأن بعضهم يميل.. وان كل الذين كرهوا الجزيرة لأنها كشفت حكام الميل، انما هم الميل نفسه في أبشع تجلياته…عار عليكم أن يحدد لكم غلمان الميل وجواري التمييل، من تكرهون ومن تحبون..عار أن نترك الغلمان الذين يزاحمون نسائهم وعشيقاتهم على علبة المساحيق يحددون لنا علاقاتنا..عار أن نخجل من ذكر كل الذين ساعدونا لأننا نخشى من ردة فعل اولاد الطاروس الذين يهيمنون على الإعلام، رتلوا على مسامعهم باستمرار اسماء كل الشعوب والزعماء الذين ساعدونا، اذكروا الجزيرة إذا لقيتموهم في الشوارع، فإن البغي اللعوب تتأذى من عبارات الشرف، الهجوا بذكر ما يغيظ اولاد الطواريس، فإن الصمت خجلا من قوافل العار،هو العــــــــــــــار..