جاع الذئب واشتكى الراعي
سفيان العلوي
كما لا يحق تجريم الاضرابات بالجملة لا يحق شرعنتها بالجملة وما نعيبه على البريديين لا يمكن ان نبرره في قطاع اخر عندما يتحول الاحتجاج اليه.
تسير الامور على نحو لولبي (سبيرال) لا يوحي بالعودة الى الوراء ولا يمنح الاحساس بالرضىا والتقدم نحو الامام. صحيح انه حصلت زيادة محسوسة في الاجور لكن مفعولها التضخمي كان عاصفا بالقدرة الشرائية كما ان اغلب الزيادات كانت عبارة عن منح مختلفة او زيادات مقسطة ولا يتم تفعيلها وهو ما يمنح مبرر الاضراب فقط لتفعيل ما اتفق عليه سابقا والقي به للحكومات غير المستقرة المتتابعة.
نعم ارتفعت كتلة الاجور بما خلق اختلالات في الميزانية العمومية ولكن ذلك كان تصحيحا لاوضاع تشغيلية لا انسانية سابقة. وله كلفته.
نعم لا يمكن ان تتحمل الدولة كل الاعباء في التشغيل ولكن القطاع الخاص في تونس لا يعول عليه طفيلي ونهم للربح وشديد التخارج ولا يقوم بذاته.
نعم كل الادوار التعديلية موكولة للدولة ولكن هذه الاخيرة تمر بمرحلة صعبة ادارتها خنقها ضعف الكفاءة وقيادتها فقدت تضامنها الداخلي وحزامها الاجتماعي يخنقها.
هامش النمو يلتهمه التضخم والفساد ونزيف العملة نحو الخارج بمسارات عدة.
الازمة مركبة والجميع شركاء فيها الذئب والراعي والقطيع.