Site icon تدوينات

الاستقلال الداخلي الذي لا ياتي 05

إسماعيل بوسروال

إسماعيل بوسروال

إسماعيل بوسروال

تعيش جارتنا الجنوبية ليبيا حربا اهلية تتصارع فيها قوى داخلية مدعومة من قوى خارجية… كلها مليشيات… لا يوجد (جيش نظامي) اطلاقا… ولكن الاعلام التونسي بما في ذلك الاعلام العمومي جعل نفسه تابعا متذيلا للواء خليفة حفتر ويطلق على مليشياته ومرتزقته مصطلح كاذب يكشف هوان الصحافة وبؤسها في بلادنا (الجيش الوطني الليبي)… في حين ان ليبيا لا يوجد بها جيش نظامي منذ عهد القذافي حيث قام بحل الجيش وتحويله الى (كتائب مسلحة) تحت رئاسة ابنائه واصهاره، تنفيذا لمقولات الكتاب الاخضر (السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب)… بعد 2011، ليبيا تحكمها مليشيات… كلها مليشيات.
كانت المصلحة التونسية ومازالت تقتضي مساعدة الاخوة الليبيين على تجاوز الصراع الدموي والاحتكام الى لغة العقل والحكمة وانشاء نظام مدني ديمقراطي يتعايش فيها اهل ليبيا… لكن عدد من السياسيين والاعلاميين باعوا ضمائرهم واكدوا عمالتهم للواء خليفة حفتر وبذلك يخالفون المصلحة العليا لتونس لانهم يساندون انشاء نظام عسكري على حدودنا.
وفي تهور غريب يسعى عملاء حفتر الى محاولة فرض آرائهم على التونسيين :

مشاهد تؤكد اختراق السيادة الوطنية التونسية ومحاولة (عملاء) فرض انفسهم على الشعب التونسي بمغالطات فظيعة تؤكد حاجتنا الى الاستقلال الداخلي اولا… نحن نحتاج الى من يقف ضد هؤلاء الاوغاد ويحاسبهم -طبق القانون- على تهديدهم للامن القومي للبلاد.
•••
في مصر، حدث انقلاب عسكري متكامل الاركان واضح المعالم؛ وذلك يوم 03 جويلية 2013، قاد الانقلاب وزير الدفاع المصري… لكن احاط نفسه بهالة من القوى المدنية كالاحزاب الكرتونية والجامع الازهر التابع الخانع والكنيسة القبطية الباحثة عن مكانة جديدة… كان ذلك شانا مصريا، ظاهريا، لكنه كان خطة صهيو – صليبية مدعومة باموال خليجية لوقف حركة التحرر الوطني المصري باعتبار ثورة 25 يناير وضعت اساسا جديدا لحكم مصر وهو (الانتخاب).
ما يهمّنا في تونس هي المواقف من الاحداث الدراماتيكية التي لا تخفى بصماتها على كل كل متابع نزيه.
انعقد المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل يوم 04 جويلية 2013 واصدر بيانا يعتبر فضيحة تاريخية مكتملة الاركان… بيان حيّ فيه الانقلاب العسكري المصري واعتبره ثورة ثانية وتعبيرا عن ارادة السعب المصري في تناقض صارخ مع الوقائع على الارض… اذ ان الانقلاب العسكري لم يتعهد باي خريطة طريق تلتزم باحترام الارادة الحرة للمواطن المصري بل صاغ مسرحية سمجة ادت الى استيلاء الجنرال المغامر عبد الفتاح السيسي على مقاليد الحكم لعقود قادمة وبسلطات مطلقة.
هذا المكتب التنفيذي المساند للانقلاب العسكري في مصر لم يراجع موقفه الى الان وظل يترصد الظروف لاحداث (الانقلاب) في تونس… شن 35.000 اضراب، عطل الانتاج، زرع الفوضى… لم ينجح في مرحلة اولى من خلال الاضرابات كما لم ينجح في مرحلة ثانية في دفع الحوار الوطني نحو الهاوية لتواجد قيادات سياسية “عملاقة” مثل راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي خاصة الذين فرضا خريطة طريق تضمن المسار الديمقراطي عبر (الانتخاب).
بعد 2014 مارست لوبيات الفساد والاستبداد في الاتحاد العام التونسي للشغل اشكالا من العبث بمصالح المواطنين وتغولت بفرض اعتصامات واضرابات ظلت امامها الدولة صامتة جامدة مما ادى الى انهيار منظومات التعليم والصحة والنقل والخدمات الادارية.
واتضحت فظاعة الاستعمار الداخلي الذي تمارسه نقابات فاسدة من خلال توظيف الاتحاد في مهمة اسقاط حكومة الشاهد بناء على تفاهم مع القصر الرئاسي مما كان يهدد دخول البلاد في مرحلة فوضى شاملة… مواقف كشفت هشاشة المنظمة النقابية لكن كان للبرلمان التونسي راي آخر حسم الموقف لفائدة الاستقرار السياسي والحكومي.
•••
ختام هذه السلسلة من المقالات حول “الاستقلال الداخلي” غير المكتمل بالنسبة لتونس ساخصصه لاهم متدخل في الشؤون التونسية وهو الاستعمار الفرنسي من خلال ثلاثة مظاهر :
• التبعية
تتبع تونس في سياستها الداخلية المستعمر القديم ، فرنسا … تتبعها في التعليم و الثقافة والفنون و القوانين و “نمط العيش”.
المنظومة التربوية التونسية خاضعة لفرنسا و تسطر مناهجها عقول فرنسية او جماعة تونسية تعمل لفائدة المستعمر .
و الدليل على ذلك ان من 2011 الى 2019 لم يحدث اي تغيير جوهري في المنظومة التربوية يؤكد استقلالنا الداخلي في التربية والتعليم .
اما في الثقافة فان الفنانين التونسيين الذين يحظون بدعم وزارة الثقافة التونسية هم مروجو القيم الفرنسية بغض النظر عن تناقصها مع طببعة المجتمع التونسي و حاجاته.
• التدخل السافر :
تدخل الرئيس الفرنسي ماركون تدخلا سافرا وقحا في الشؤون التونسية سواء في القمة الفرنكفونية او عند استقبال الرئيس التونسي المرحوم الباجي قائد السبسي او في حديثه عن الانتقال الديمقراطي وذلك بـ :

• دور مشبوه للسفير الفرنسي
لاحظ التونسيون تهافت السفير الفرنسي وانفلاته في تنقلاته وزياراته دون غيره من السفراء الاجانب مما يطرح الف سؤال حول (مهامه) غير الديبلوماسية وهذا ما يثير الريبة حول الاستقلال الداخلي لتونس.

# يسقط حكم الحماية الفرنسية، عاشت تونس حرة مستقلة ابد الدهر #
# يسقط الاستعمار الداخلي المتمثل في تغول النقابات الفاسدة #
# يسقط حكم الاستعمار الداخلي #
Exit mobile version