محمد سيف الدولة
كلما خرج علينا قراصنة العالم ولصوصه الكبار، بواحد من مؤتمراتهم او أحلافهم او مقرراتهم وشروطهم الدولية، وكأنهم آلهة العالم، كلما انتابتنا مع الملايين غيرنا من شعوب العالم حالة من الاستفزاز والغضب والغثيان الشديد.
•••
مجموعة السبعة G7 : امريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا، الذين يجتمعون الآن فى فرنسا. بصفتهم الدول الاقوى فى العالم، قياسا على قوة اقتصادياتهم وتفوقهم الصناعى، وتتناقل كل وسائل الاعلام المحلية والعالمية اخبارهم وتصريحاتهم وكل نفس من انفاس قادتهم، ويتفاخر إعلامنا اذا تم دعوة واحد من حكامنا لحضور اجتماعاتهم، بينما الحقيقة انهم ليسوا سوى دول استعمارية راكمت ثرواتها وحققت تقدمها على احتلال شعوب العالم ونهب ثرواتها وامتصاص دمائها وقتل وابادة عشرات الملايين من البشر على امتداد خمسة قرون على الأقل.
•••
ورغم تقدمهم وثرائهم وقوتهم، الا انهما يقفون كالتلاميذ الصغار امام السيد الامريكى، يأتمرون بأمره ويخضعون لإرادته، لا يجرؤون على مخالفته او إغضابه.
•••
اما نحن معشر شعوب العالم الثالث، وفى القلب منها ابناء الحضارة العربية والإسلامية، الذين يؤمنون بان الله اكبر من الجميع، وان العبودية لله وحده، وان الشعوب متساوية فيما بينها، لا يوجد بينها اسياد وعبيد، فاننا ورغم اننا شعوب فقيرة لا نضاهيهم قوة وثراء وتقدما، الا اننا، وعلى النقيض التام من حكامنا، نؤمن ان امريكا ليست ربنا، وكذلك باقى الاشرار السبعة، ولا نعترف بتفوقهم الاستعمارى والعنصري، ونرفض قيادتهم لنا وللعالم، ونستفز ونمتعض من استكبارهم الدائم علينا والتدخل فى شئوننا وعدم الكف عن محاولة تقرير مصائرنا، ولن نكف عن مواجهتهم والتصدى لهم ابدا، دفاعا عن اوطاننا ومواردنا ومصالحنا ومستقبلنا وكرامتنا.
•••
وربما كان هذا هو احد الاسباب الرئيسية وراء الاتهامات الامريكية والغربية والصهيونية الدائمة لنا بالارهاب، فمقاومتنا لهم ارهاب، وعدم خضوعنا واستسلامنا لموازين القوى ارهاب، والإصرار على تحدى الجبروت الامريكى والأوروبي والصهيونى ارهاب، ولذلك يشنون علينا الحملة تلو الاخرى بالتعاون مع من خضع من حكامنا ومن تغرب من مثقفينا، لضرب معتقداتنا واللعب فى ثوابتنا وتشويه قيمنا وتفريغها من كل مضامين ومبادئ العزة والكرامة، لعلهم يتمكنون من إخضاعنا ودفعنا الى الكفر بالمقاومة والكف عنها، وإلحاقنا بذلك الطابور الطويل العريض من الدول والحكام والساسة والتجار والمثقفين الخائفين التابعين الأذلاء الذين يطلقون عليهم فى إعلامنا العربى الرسمى اسم الواقعيين والمعتدلين العرب.
#احرارواندادلا_أتباع