خيمة الاتحاد يهزها سيل التواطؤ
أكرم معتوق
فقد الاتحاد منذ الثورة كثيرا من رمزيته النضالية لأنه لم يبق على الحياد المنتظر منه حزبيا، والاتحاد اليوم حزب غير معلن يشتغل في الخفاء بعد أن تداول على رئاسته من يفتقر إلى التكوين العلمي موهما الناس بأن النضال النقابي هو الفيصل في التسميات.
من العباسي إلى الطبوبي تدحرج الاتحاد في هوة الولاءات الحزبية والبروباقندا النضالية الموهومة وكان حجر عثرة في طريق كثير من مواقف تصحيح مسار الثورة. الاتحاد القائم على النضال مع المسحوقين والمظلومين يتحول إلى سيف مسلط عليهم في الخفاء، وبزيادات وهمية في سلم التأجير يشفطها إعلان الزيادة في الأسعار يتباهى الاتحاد بنضاله.
وهو يكرم مريم بالقاضي يجد الاتحاد نفسه بغباء تاريخي سببا في انقسامات ستشهدها الساحة النقابية قريبا. وقرار التكريم ليس إلا إعلانا لخط تحريري ينتهجه الاتحاد وهو قطع الطريق أمام الإسلاميين لأن مريم بالقاضي “حمالة الحطب” هي التي لا تدع فرصة إلا ورفعت شعاراتها المألوفة وعلى رأسها التخويف من الإسلام السياسي.
الاتحاد لا يرى حرفية في أي وجه إعلامي عداها وهو أمر له تفسيره فالمرأة 7 على 24 تمهد الطريق أمام بارونات الفساد المتواطئين مع الاتحاد لتمرير مشاريعهم. والاتحاد الموالي حتما لمنظمة الأعراف بات يدافع عن الأعراف في زمن غياب القيم والأعراف.
المال الفاسد الذي جعل مريم بالقاضي أيقونة هو الذي يستعد ليجعل في قرطاج من رضي عن الاتحاد ورضوه.