صالح التيزاوي
وقف على المنبر يلقى خطبة العيد، وكان يجلس في الصّفّ الأوّل قبالته سفّاح دمشق، ذاك الذي جلب الإحتلال والمليشيات الدّمويّة لمساعدته على إبادة شعبه وتخريب سوريا حتّى لم يبق فيها حجر على حجر… لا بشّره اللّه بنصر في الدّنيا ولا برائحة جنْة في الآخرة جزاء ما أجرم.. لم تعرف الدّنيا ولا حوت كتب التّاريخ سيرة مجرم فعل بشعبه مثله.. قتل ثلث شعبه وهجّر الثّلث الثّاني ولم يبق معه إلّا على طائفته ورهطه ومنهم إمام السّوء هذا.. قال في السّفّاح ما لم يقله أحد في خالد بن الوليد سيف اللْه المسلول ولا في صلاح الدّين الأيوبي محرّر القدس ولا في عمر المختار قاهر الطّليان ولا حتّى في الأنبياء المرسلين…
من يصدّق أنّ ملائكة اللْه الكرام ينزلون من السّماء ليقاتلوا في صفّ واحد مع بوتين ومع بشّار ومع قائد الحرس الثّوري في دولة الملالي وتوابعها من مليشيات بقيادة دجّال المقاومة حسن لا نصره اللْه؟
من يصدّق أنّ ملائكة اللْه تنزل من عليائها لتشاركهم حرق الأطفال بالكيمياوي وتقبرهم تحت الأرض بالبراميل المتفجّرة؟ حاش لملائكة السّماء أن تشاركهم جرائمهم..
سفّاح دمشق.. دجّال العروبة والممانعة.. قاتل الأطفال.. صاحب البراميل المتفجّرة.. كان يتابع الخطبة بعينين كسيرتين مليئتين كبئر بالخيانة وبجسد كسيح أتى عليهما دعاء المظلومين وهو غير مصدّق أنّه المقصود بكلام الإمام الشّبّبح…
كنت أعتقد قبل مشاهدة الإمام الشّبّيح أنّ ذاك العماري عندنا أكذب كذّابي التّاربخ، ثمّ تبيّن لي بعد العودة إلى أحسن من فصّل في طبائع الإستبداد من مفكّري العرب (الكواكبي)، أنّ الإستبداد حيثما حلّ يصنع طبقة من السّفلة من إعلاميين ومن رجال الدّين ومن فنّاني الدّعارة، لا تلمّع أحذيتتم الملطّخة بدماء الأبرياء فقط… بل ويحملون عنهم أوزارهم.. لسنا شعوبا فاسدة ولكنّ الإستبداد صنع منّا الفسدة والشّياطين…