الحكام العرب يحمون بعضهم بعضا
محمد سيف الدولة
والنظام القديم لا يقتصر على البشير
بعد ان ظهر البشير اليوم فى قفص المحاكمة، هل يحذو حذو مبارك: الاعتقال ثم المحاكمة فالإدانة، ثم التبرئة والإفراج لاحقا بعد ان يتم اجهاض الثورة او احتوائها او تفريغها من مضامينها؟
فالحكام العرب يكرهون الثورات وقيام الشعوب باسقاط انظمتها وحكامها واعتقالهم ومحاكمتهم وإدانتهم، ويقاومون محاكمة اى حاكم منهم ولو كانوا يختلفون معه، ولذلك يضعون الحاكم المخلوع تحت حمايتهم، ويسرعون الى استضافته لو استطاع الهرب، فاذا لم يفعل، يضغطون بنفوذهم وبأموالهم على السلطات الحاكمة الجديدة، من وراء الكواليس لحماية الحكام الساقطين وإنقاذهم، كما فعلوا مع مبارك وبن على ومن قبله النميرى وشاه ايران وغيرهم.
وطرق الإخراج كثيرة ومحفوظة منها اغراق المحاكمات فى دوائر لا تنتهى من الإجراءات تمتد لسنوات وسنوات الى ان تبرد الامور وتتغير الظروف وتحين الفرصة للتهريب او للعفو او للبراءة.
من ناحية اخرى، دائما ما كنّا نحذر اثناء ثورة يناير من ان مبارك وهذه القلة القليلة من رجاله الذين تم الزج بهم فى السجون فى بدايات الثورة، قبل ان يتم الافراج عنهم لاحقا، لا يمكن ان يكونوا هم كل عناصر النظام القديم، الذى تبلغ اعداده الفعلية اضعافا مضعفة؛ فلقد حبسنا 50 شخصا فقط وتركنا عشرات الالاف فى الخارج يتآمرون ويدبرون ويخططون للثورة المضادة.
فخذوا حذركم اخوتنا الأعزاء فى السودان، ولا تسمحوا لخدع أكباش الفداء ان تنطلى عليكم.