أحمد الغيلوفي
1. المرة الاولى كانت في 1864 عندما قرر الباي زيادة الضريبة على “العربان” واستثنى مدن القيروان وسوسة والمنستير (اتحاف اهل الزمان ج 5.د ت. النشر 1990 ص 131 هامش 4). كان المخزن يترنح وينخره الفساد والصراع بين المماليك والانكشارية والبلاط. استطاع الفقر والظلم ان يوحد جميع العربان تحت قيادة على بن غذاهم “وتعاقدوا بالكتابة والعهود والأيمان.. وتركوا ما كان بينهم من الحسائف والاضغان والاحقاد” (الاتحاف ص 140). لم يكن الباي قادرا على مواجهتهم عسكريا” قال مصطفى خزندار للباي “ان الايالة كلها على كلمة واحدة، عدا الحاضرة، ولا قدرة لنا على قتال اهل المملكة بتمامها. الراي هو ان نتركهم الي ان يحل الملل عصبتهم شيئا بعد شيئ” (ص 189). وبالفعل بدأ الخلاف يدب داخل معسكر علي بن غذاهم وذلك لاسباب ثلاثه
- دس فيهم الباي من احيا الفتنة الحسينية الباشية والتي انقسمت فيها العروش وتناحرت فانقسموا الي: همامة وجلاص ونفات واولاد عون ضد ماجر وفراشيش واولاد عيار وورتان (ص 211).
- بداوا في تقسيم هناشير وقصور البايات وهم لا يزالون خارج الحاضرة.
- تراجع تكتيكي من الباي عن الضريبة ووعد كاذب بالغفران (بعد سيعذبهم عذاب الهدهد).
2. المرة الثانية ثورة 2011: الاغتيالات قسمتهم الي يسار ويمين وقوميين (نفس الفتنة اليوسفية الباشية ولكن هذه المرة احقاد ايديولوجية). ولكم ان تخمنوا من قام بالاغتيالات. عاد المخزن للسلطة بمجهودات “العربان”.
3. المرة الثالثة انتخابات 2019: سوف يتوحد المخزن وراء مرشح واحد في مقابل : مورو وحمة والرحوي وعبو والمرزوقي وسعيد والصافي. من يقل لنا اين الفرق المضموني بين حمه والرحوي؟ بين عبو والمرزوقي والصافي وسعيد؟ سوف تسمعونهم يرددون نفس الكلام ونفس المفردات: السيادة – العدالة الاجتماعية – تطبيق القانون – احترام الدستور. لماذا لا يتوحدون وراء شخص واحد اذا؟ لانهم يقسمون هناشير البايات وقصورهم وهم لا يزالون خارج الحاضرة.