نور الدين العلوي
من اهم التحولات السياسية العميقة التي انجزها بورقيبة هي منح المثقفين الريفيين رئاسة الشعب الدستورية..
في الستينات كان الرئيس الشعبة الريفي مقاوم قديم (دستوري) مش يوسفي طبعا يعرف يفك الحرف ويلبس الجبة السكروتة ويعطوه الكرسي قدام حانوت العطار والرجال يبقوا لوطة على الرمل… وعادة يكون يعرف الوالي والوزير السابق وشاف مرة بورقيبة في اجتماع وحكي حكاية وحدة ميتين مرة وكل مرة يزيدها تفصيل…
مع بداية السبعينات بدا التحول العميق وصل رئيس شعبة جديد ليس له تاريخ مقاومة لكن له خال او عم امي (كراع) قاوم ولم يصل رئيس شعبة فدفع بابن اخته، متعلم ابتدائي او فرع زيتوني محدود يلبس الكسوة الافرنجي بالالوان الثلاثة سورية بيضاء وكرافات حمراء لون واحد وفيسته كحلة او زرقة بحري غامق (الوان فرنسا) طبعا لا اثر للمكواة عليها واكمام الفيستة غاطسين في الايدام والصباط ماجول الاكحل مسيرج 150 مرة. يتحدث بجمل فصيحة ثم يطيح للدارجة.. ويسرب كلمات فرنسوية ويتحدث عن لقاء مع السيد الوالي والتوصيات التي تلقاها بخصوص بناء الوحدة القومية وبث فكر الزعيم في الناشئة ولذلك وجب استعمال المدرسة لعقد الاجتماعات بحضور الاطار التعليمي واولياء التلاميذ… والحديث عن التنمية الريفية مع الفلاحين في الشتاء القادم…
كان تحولا عظيما لكن بقي منه رئيس شعبة واحد ظهر مؤخرا..
سي عبد الكريم…
وقتاش تفرقوا علينا الصوف ؟؟ نحب نسدي زربية..