Site icon تدوينات

ما الذي جرّأ هؤلاء على شعب أنجز ثورة ؟

نور الدين الغيلوفي

نور الدين الغيلوفي

نور الدين الغيلوفي

المترشّح عبد الكريم الزبيدي للتونسيّين:
انتخبوني..
لا لتحقيق ما تأخّر من تنمية البلاد وتعجيل ما تأجّل من حلول لمشكلاتها..
ولا لتفعيل العدالة الاجتماعية بإزالة عقباتها وزرع أسبابها…
ولا لضرب اللصوص والفاسدين والدفاع عن المسحوقين…
انتخبوني..
لا ليعمل المعطَّلون ويلبس العراة ويأكل الجائعون ويعالَج المرضى ويحظى المشرَّدون بسكن لائق بهم في وطنهم..
ولا لأدعم الحريات وأصون الكرامة وأزيل الفوضى وأحرس قيم المواطنة وقواعد الاختلاف.. وتنقية الأجواء وتدبير قواعد الاشتباك بين الفرقاء.
انتخبوني لأحكمكم، وإذا حكمتكم نفيتكم وأعدتكم إلى ذرّات التراب التي كنتموها قبل ثورتكم..
انتخبوني لأنشر الحرب بينكم حتّى يقتل الأخ أخاه ويطرد الجار جارَهُ.. وننجح جميعا في زراعة كلّ أسباب الخراب…
انتخبوني لأنقّح الدستور وأغيّر النظام السياسيّ وأعيد إليكم النظام الذي يناسبكم: أنتم شعبٌ النظامُ الرئاسويُّ أجدرُ به.. تستحقّون أن يحكمكم رئيس أحمق تجعلون منه أذكى الأذكياء.. غير مبين تُظهرونه سيّد البيان ومالك البرهان.. يقول فتسمعون ويعمل فلا تسألون.. يقودكم إلى حيث لا تعلمون وأنتم تردّدون “العام صابة”.
انتخبوني أُعِد إليكم اللصوص الهاربين والمجرمين المختفين ليتحكّموا في مصائركم ويعدّوا عليكم أنفاسَكم…
انتخبوني أجعل حاملي السلاح من الصنفين في وجوهكم وأمام بيوتكم، لا لحمايتكم، ولكن لعدّ أنفاسكم وإحصاء حركاتكم وتصوير سكناتكم.. فأنتم شعب لا تليق به الحرية ولا تعنيه الكرامة.
انتخبوني أدمّر الحريات وأَقْضِ على القضاء المستقلّ وأعاقب من أراه مذنبا، فلا حاجة بي إلى حجّة أو برهان.. الضحية عندي معلوم والمذنب معروف والحكم جاهز.. فماذا نفعل بالقضاء؟ ولماذا نعطّل التنفيذ؟
انتخبوني أجعلكم عبيد عيال النفط تشربون بولهم وتلهجون بأسمائهم.. يحكمونكم من خلفي ببراميل نفطهم أطعموا منها عُمّالهم عليكم متى شاؤوا وفجّروها بينكم متى أقلقتهم أحوالكم.. ولم يشاؤوا.

Exit mobile version