نور الدين الغيلوفي
حين تنظر في نقاط المرشَّح للرئاسيات السيد عبد الكريم الزبيدي الخمس، مستضيئا بتصريحات النائبة بشرى بالحاج حميدة، ومستعينا بردح إعلام الانقلاب المصريّ، تعلم أنّ الرجل مستطيع بغيره لا بنفسه.. يفكَّر له ولا يفكِّر.. ويُدَبَّر له لأنه لا يحسن التدبير.. ومن أين لمن كان مثله أن يفكّر أو يدبّر وهو عاجز عن تكوين جملة مفيدة.. كائن دون مراتب البيان كلّها…
عبد الكريم الزبيدي هو مشروع “طرطور” فعلًا لا توهّما، زجّت به بعض الأطرف الإقليمية وأعوانها في الداخل ليكون واجهة في قصر قرطاج يفعلون من خلاله ما يشتهون.. وما أكثر “شهاوي” هؤلاء القوم…
ولكن النقاط المذكورة ضمن تعهّدات المرشّح الزبيدي كان سبقه إليها المرحوم الباجي قايد السبسي.. ولكنّ الباجي، رحمه الله، لم يعمل من تعهّداته شيئا ولزم بيته الذي جعله له الدستور لم يجاوزه حتّى اتّهمه بعض من ناصروه بالخيانة حين تركهم وراء ظهره ودخل بيت التوافق مع حركة النهضة التي جيء به في الأصل لدحرها من المشهد.. فهل تكون الأطراف التي وضعت تلك النقاط “الفرمانات” في 2014 للباجي قد استنسختها لتجعل منها برنامجا للزبيدي هذه المرّة؟
التاريخ يشهد أنّ الباجي، بعد وصوله القصر، ظلّ يناور ولم يطبّق من تعهّداته شيئا حتى لتلك المرأة التي بكى لأجل عجزها عن شراء اللحم.. امتنع الباجي عن تطبيق التعدات وتحرّك في إطار الدستور لا يخرج عليه لأنّه كان يملك مائزة تنهاه عن ورود مهالك السياسة في لحظة وطنية بالغة الهشاشة.. تُوفّي الباجي وبقيت النقاط عالقة في أعناق واضعيها فهل يفوز الزبيدي في الانتخابات ويدخل قصر قرطاج لتنفيذ تعهّداته وهو عارٍ من حصون الباجي ولا يملك ما به يقول لمن خلفه لا؟