ظننت أن العسكر لن يجرؤ..

أحمد القاري

يوم 14 / 08 / 2013 أدركت كم كنت ساذجا حين ظننت أن عسكر مصر لن يجرؤ على فض اعتصام رابعة بالقوة، تحت أنظار العالم.
لم يكن هدف جيش مصر ذلك الصباح أن يفرق المعتصمين. بل كان يستمتع بإراقة الدماء وقتل أكبر عدد من المصريين لتكون الرسالة واضحة لكل من يتطلع للحرية في المنطقة: الرصاص والنار لمن يريد أن يكون القرار بيد الشعب.
ومن يومها تجرأت البلدان في الشرق والغرب على المسلمين فما داموا يقتلون في القاهرة وقت الظهيرة وفي نقل مباشر على التلفزة فهم يمكن أن يقتلوا في أي مكان من العالم دون أن تخشى الأنظمة من العقاب.
لاحقا، أدركت كم كنت ساذجا، مرة أخرى حين ظننت أن من شاهدوا سفك دماء الأبرياء ممن كانوا يناصرون السيسي وانقلابه سيغيرون مواقفهم، وينحازون للشعب. أليسوا هم أنفسهم من يناصر بشار الأسد مع ما يرونه يوميا من مشاهد فتكه بالرجال والنساء والولدان في سوريا؟
أمضيت وقتا طويلا في مناقشة السيساوية والشبيحة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن أفهم أن دماء الأبرياء لا تثير شعورهم المرهف. وأن قوة المنطق تتوقف عند طريقتهم في الحجاج، فقد قتلوا المنطق مع من قتلوه من المظلومين.
وقد تكفل السيسي بأنصاره يسومهم العذاب ويدخلهم السجون دون أن يشفع لهم دفاعهم عنه لسنين.
وأصبح الشبيحة مضطرين لتبرير احتلال سوريا من الجيش الروسي وتحول بشار الوحش إلى مجرد مندوب لبوتين على الشام، التي يراها الأرثوذوكس أرضا مسيحية ويمنون النفس ببسط سيطرة دائمة عليها.

Exit mobile version