توفيق رمضان
من «الله أحد الله أحد »… الى «هو وإلا لا».. ماهذا «البوجاديزم» ؟
بفضل الثورة /الانتفاضة كل يسميها كما يشاء أصبح الترشح لكرسي الرئاسة متاحا للجميع ولم يعد حكرا على خاصة الخاصة.
بعد ان كان الحديث حتى عن طباخ الرئيس محرما اصبحنا نتحدث عن قرابة مائة مرشح للانتخابات الرئاسية /اسهال الرئاسية الذي اصابنا ورغم تباين المواقف بشأنه بين من يراه استباحة للمنصب /استخفافا به وبين من يراه علامة صحية أو حالة ثورية من خلالها يكون التعبير عن موقف او ردة فعل على سنوات الاقصاء والحڨرة وتكريسا لمبدأ أن الرئيس ليس غولا بل هو خادم القوم وبالتالي أصبح كرسي الرئيس من الشعب وإليه.
رغم تندر البعض وتعليقاتهم حول فئة من المترشحين ونعتهم بالفلكلورية وعدم الجدية سندهم في ذلك مظهر بعض المترشحين وكذلك خلو ملفات ترشحهم من التزكيات او من الضمان المالي فإن أكثر ترشح فلكلوري أراه هو ترشح السيد رئيس الحكومة، فلكلوري مضمونا وشكلا. من ناحية المضمون كيف لرئيس حكومة فشل في ادارة المرحلة وبالارقام (نسبة المديونية، نسبة العجز، احتياطي العملة الصعبة..)، كذلك تكوينه لكتلة برلمانية (اخذها جاهزة) أسست فيما بعد حزبا أصبح ينافس بجدية وتلاحقه شبهة استغلال موارد الدولة ومؤسساتها، كيف له أن يترشح؟ من أين يأتي بهذه الجرأة ؟،. أما ما يتعلق بالشكل فلقد رأينا ما صاحب تقديم ترشحه من أهازيج «فيراجية» بقيادة صاحب «الترمبيطة» وترديد بعض «حرائر» تونس للاغنية «الخالدة» «هو وإلا لا… الشاهد وإلا لا دون إكمال باقيها.. وإلا نشرب كاس دواء» وهنا نهمس في أذن السيد رئيس الحكومة أن الدواء مفقود في البلد وكثير ماتوا بسبب ذلك ومستشفياتنا تعاني نقصا في الادوية ولو أن الاغنية تقصد ذلك المسحوق القاتل أو دواء الفأر كما نسميه في الارياف الذي كان اداة الانتحار المتاحة أمام من اجبروها على الزواج بمن لا تحب في مجتمع ريفي ذكوري بامتياز لذلك لم يوفق انصاره حتى في ابتكار شعار يليق برئيس حكومة مترشح للرئاسة.
كنا نعيب سابقا «الله احد الله احد» والتي من خلالها أوهموا سيدهم أن لا أحد مثله فهو سيد الفرسان واشجع الشجعان وكتبت فيه القصائد والكتب ولحنت من أجله الاغاني إلى ان هرب ذات مساء فاكتشفوا أنهم ألّهوا بالونة هواء، طلع علينا مساندو الشاهد برائعتهم «هو وإلا لا » وكذلك «يا شاهد ياحر.. وحدة وحدة للقصر» في اقتباس لما نسمعه في حجرات ملابس فرق كرق القدم بعد كل انتصار حتى ولو كان غير مقنع أو بهدية من الحكم.
ما صاحب تقديم السيد رئيس الحكومة لترشحه يتعدى حدود الشعبوية /«البوبيليزم» ليصل الى مرتبة «البوجاديزم» ومنها يأتي «البوجادي» وهو الانسان المبتدئ الذي لا يستطيع نحت الطريق الخاص به أو الاسلوب الذي يتفرد به فتراه مقلدا لما أتاه الاوائل نتيجة لجهله بالامور وعدم قدرته على الخلق والتجديد حتى في التعاطي مع المحطات الانتخابية والتظاهرات والاحتفالات لانه مستبطن أن من سبقوه ما دام حكمهم وطال إلا بمثل تلك الممارسات الفلكلورية.