استراحة محاربة
ليلى حاج عمر
😃🥰
دوّارة عالدوّارة دار الحكي
هجروا الأحبّة الحارة ليش البكي
(فيروز)
على أنغام فيروز أقوم بأصعب مهمّة في التاريخ البشري: تنظيف الدوّارة “امعاء الخروف”. مهمّة أعقد من الانتخابات القادمة ومن حيرتنا أمام 98 مترشّحا للرئاسة ومن كتابة رواية. السؤال دائما وأبدا: من أين أدخل للدوارة؟ فالمشهد صعب مثير للذهول ويحتاج رؤية ثاقبة وأصابع ماهرة لتسليكه. أفرح وأنا أمسك براس الفتلة وأبدأ الكشط والشّفط مرّة أولى وثانية وثالثة. ولا أطمئنّ. فأعيد مرّة أولى وثانية وثالثة وعاشرة. ولا أطمئن. خاصّة أمام تلك التي بداخلها 98 طبقة فوق طبقة. تلك التي تشبه الإيزي “الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات”. أسويها طبقة طبقة بكلّ وسع البال الذي لديّ وببرودة الدم الانقليزي. أعمل على اكتشاف مغاورها وخباياها وكأني أحاول اكتشاف مغاور الدوّارة السياسية الحالية. بعض المغاور مخيفة تشبه مغارة علي بابا والأربعين لصا. لا أدري كم من لصّ دخل مغارة الإيزي لكنّ الحل يكمن في كشطهم على طريقة علي بابا ومرجانة من أجل النهاية السعيدة كما في الحكاية. من أجل العيد الانتخابي.
الانتصار أن تخرجها في الأخير تتلألأ كالدرّة المكنونة برائحة شذيّة بعد ان حرّرتها من روائحها القديمة. ناصعة كزهرة لوتس. فوّاحة كالحبق منعشة كالنعناع. لا يبقي فيها سوى الروح. آنذاك تزيد في صوت الموسيقى معلنة الانتصار وتغنّي مع فيروز وأنت تتذكّر بدمعة من رحلوا بعيدا وليسوا معنا في هذا العيد:
دوّارة عالدوّارة دار الحكي
هجرو الأحبّة الحارة ليش البكي
تحياتي لكلّ النساء في هذه المهمة المستحيلة
وأكلا هنيئا مرئيا للذين يكتفون بالأكل، من فوق الربوة 😃😃