تدوينات تونسية

رانية البراق وامتيازات العائلات المتوارثة …

سفيان العلوي

الحراك الاجتماعي العمودي في تونس هو اكثر انفتاحا وسلاسة من باقي الدول العربية ولقد عززت الثورة من فرصه اكثر ولقد امكن لكثير من اولاد الحفيانة اختراق السقف الطبقي نحو الاعلى بالكفاءة والسياسة والاعمال حتى صار الترشح لاعلى منصب في الدولة ممكنا.
واذا تركنا بجانب الطموحات الفردية في الترقي نجد طموحات جماعية في الترقي والمشاركة في انتاج الثروة واقتسامها وادارتها تعبر عن نفسها بوضوح من خلال الاستحقاقات الانتخابية وتطلب تغييرا لواقع سائد او تابيدا وحماية لمصالح طبقية قائمة.
هناك ما يمكن تسميته طبقة الدولة وهو عبارة عن شبكة واسعة من العائلات من الاطارات الوسطى والعليا وفي قطاعات حساسة مثل الجيش والامن. استفادت هذه العائلات من مواقعها في الدولة ومن الامتيازات الممنوحة وتمكن ابناؤها من الدراسة بالخارج والتسهيلات التي تمنحها التمثيليات الدبلوماسية وعززت من مواقعها عبر المصاهرة وعبر الترقي الاداري واصبحت تقريبا طبقة كتيمة وناورت المافيا في عهد بن علي على امتيازاتها.
هذه الطبقة بالذات لم تتضرر من الثورة بل استغلت ثمارها واعادت ربط صلاتها من عنوان الكفاءة والسيرة الذاتية المنتفخة. وهي تدفع من الخلف بابنائها الى الواجهة وتبحث لنفسها عن واجهة سياسية صلبة.
يكفي متابعة السيرة الذاتية لرانية البراق منسقة الحملة التواصلية وحزب افاق والزبيدي ذاته لنفهم طبيعة الثقل الاجتماعي الذي يقف خلف الرهان على الزبيدي. الشاهد وعبير والقروي وجمعة غير بعيدين عن هذا النسق.
العنوان الجهوي والهووي هي تفريعات شكلية للتنافس الاجتماعي الاكبر. هو تنافس في الدولة وحولها اما مشاركة واسعة وتحرير للحراك الاجتماعي او تابيد للمصالح والتوازنات الاجتماعية القديمة التي دفعت نحو الثورة.

رانية البراق منسقة الحملة التواصلية لعبد الكريم الزبيدي
رانية البراق منسقة الحملة التواصلية لعبد الكريم الزبيدي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock