الخال عمار جماعي
بعد تعديل الموعد الانتخابي كان على أحصنة السّباق الرئاسي أن تأخذ مواقعها في المضمار وترفع ذيولها للاستعداد ! هذا طبيعي في بلد “طمع أهله أكبر من ثروته” (العبارة للروائي نور الدين العلوي من “في بلاد الحدّ الأدني”)… وبقطع النّظر عن بعض الخزعبلات التي ترافق عادة مشهد التكالب على السلطة من لدن المرضى النفساويين، فإنّ المعنيين بالاستحقاق والمراهنين جديا عليه هم فئة محدودة العدد “مشبوهة العُدّة”!
ولست أزكّي أحدا، فأنا لم أبلغ بعد من “الوطنية” ما يجعلني أنظر بعين التمحيص والفرز والجديّة المطلوبة في رجل “يخاف على البلد” ! بل أكاد من عبث ما أرى أن أشبّه الرئاسة تلك بمن فقدت عذريتها ويسعى أهلها لـ”لملمة الموضوع، وياناس ما كان باس”!… بسّ، خلينا في السؤال المهمّ…
أعتقد أنّ المترشّحين المصدّقين أنفسهم يعلمون علم اليقين أنّهم لن يبلغوا الدّور الثاني، فليش يا عمّي وجع الرّأس ؟ هم على يقين أنّهم أحصنة بدون أنفاس طويلة وديوك لا تصمد في الحلبة وأكباش بلا قرون، أكلّ هذا ليكتبوا في الـ cv تبعهم: مترشّح رئاسيّ سابق ؟! لو اعتقدوا في هذا، فهُم أغبى ممّن سينتخبهم !
الأمر عندي أخبث بكثير من هذا ! فسيكون لكلّ مترشّح رصيده الانتخابي قلّ أو كثر… يعني سيمثّل وقد انتهى ثالثا أو عشرين أتباعا وثقوا فيه و وضعوا في جيبه -أو في أي مكان منه !- اصبع الانتخاب وله أن ينافق بعدها بتلك الجملة الرّكيكة: “أشكر كلّ من انتخبني !”… في تلك اللحظة بالذات يقول في سرّه: “من يشتري منّي قطيعي ؟!” وتدخل المفاهمات مقاهي اللاّك وكواليس النّزل الفاخرة و… خدور العشيقات!
المسألة لا تعدو التكتكة لما بعد الدور الأوّل… كبائع كسد سوقه ويريد تصريف سلعته بأبخس مما كان يبيع ! بعض الأصدقاء يسمونها “اعلاء سطح التفاوض”… ولكلّ امريء منهم قطيعه الذي يغنيه ! صاحبكم أيها السادة الناخبين و السيدات الناخبات يفاوض بكم ليعلن دعمه (لماذا أشعر أنّها كلمة فيها قباحة ؟!) لخصمه على وعد أن “يتذكّره بحويجة”: سفير مثلا أو قنصل أو حتّى كاتب دولة لشؤون الحلزون الوطني ! المهم أنّه سيقطع الطريق على خصمه اللاوطني !
“ايه، وأنت سي الخال، ايش حرق شعيرك في طاجينك ؟”
– والله كلوف وبرّه… دودة والعياذ بالله…
“الخال”