احذروا لصّا يرافقه كلب
نور الدين الغيلوفي
حين أتحدّث عن نبيل القروي وأمثاله من اللصوص والكلاب لست أحكم على نتائج الانتخابات ولا أنا ضامن لفشلهم في مثل هذا المناخ الملوّث الذي عرفوا كيف يخترقونه خاصّة أمام فشل ذريع بلغه مَن يُفترَص فيهم أنّهم نقيض لهم…
بالعكس، الرجل ظلّ يعمل لسنوات بتوظيف المال والإعلام والعلاقات، بكثافة، في انتظار اللحظة التي فيها “يحكمهم ويحكم والديهم ويورّيهم الحرية” في عبارته الشهيرة التي أقترح عليه أن تكون شعار حملته…
ولا أستبعد أن ينتخبه فاقدو المناعة، وما أكثرهم، من الجياع العراة العالة الذين وصل إليهم بمساعداته وبتلفزته فربح من جهة العمل والصورة وخاض حملة انتخابية لم يخضها غيره بأن أَطْمَعَ الناسَ حين أطعم الأفواه وطمس على العيون وعبث بالمشاعر.. وعجز غيره…
في حركة مدروسة خرج اللصّ على الناس رفقة “كلب بن كلب” اشتراه من بعض أسواق النخاسة ليكون له بمثابة مستشار.. كانت صورته معه رسالة مفادها أنّ المال الفاسد لا يشتري ذمم الفقراء العاجزين الذين لا حول لهم ولا قوّة من مال أو علم فحسب، بل يشتري كذلك ذمم مثقّفين كبارا، والكلب مثقّف ما في ذلك شكّ، بل يشتري كذلك من كانوا مِن أشرس من عارضوا نظام المخلوع.. نعم، لا أحد ينكر ما كانه الكلب من معارض عنيد زمنَ الدكتاتورية…
قد يفوز نبيل القروي في بعض الاستحقاقات وينتهي المشهد بنا إلى ما يشبه السخرية السوداء، ضحك كالبكاء، حين يظهر الشعب بمظهر من ينهش جسده بأسنانه ويلعق دمه بلسانه…
ولكنّ فوز اللصّ سيكون لعنة على ناخبيه أوّلا.. وعلى الشعب ثانيا، وقبل ذلك وبعده لعنة على الذين انتخبهم الشعب وعجزوا عن الوصول إليه وسماع أصواته ومشاركته جبال الوجع والعناء…