نزع القداسة عن السلطة
أحمد الغيلوفي
الصور المنتشرة حول مرشحي الرئاسة هناك من اعتبرها “سرك” وهناك من اعتبرها ” تشليك” للرئاسة. هؤلاء لديهم صورة نمطية على الرئيس: يجب ان يكون انيقا احمر الوجه ازرق العينين.
سابقا كان الشرط هو ان يكون سليل البايات ثم اصبح الشرط مع دولة الاستقلال هو ان يكون ابن الجهات النافذة. ما حدث ان الثورة كسرت -من حيث الحق- هذه الشروط واصبح بامكان اي تونسي ان يتقدم للرئاسة. ايهما افضل ان يتقدم كل من يريد للرئاسة ام يكون هناك مرشح واحد “ما كيفه حد”؟ علينا ان نلاحظ انه كلما نُزِعت القداسة عن السلطة كلما ازدهرت الحريات.
ولكن: لا يجب ان يخفي هذا تمييزا من حيث الواقع والامكانيات، فمن يصل للرئاسة هو فقط من لديه اموال ولوبيات ومراكز نفوذ واعلام جاهز للقصف. يبقى الفيصل هو الناخب: اذا كان واعيا ومتحررا من التأثير يختار الاصلح، واذا كان ضحية الجهل والاعلام سيكون هو اول ضحايا اختياراته. على كل نزع القداسة عن السلطة هو باب من ابواب الدخول الي الديمقراطية، وهذا مسار طويل.