نور الدين الغيلوفي
هرب رئيس نظام الفساد والاستبداد سنة 2011، ولكنّه ترك في الأنحاء بعضَه وربّما بِضعَهُ.. ترك نسخَتَهُ المُسَوَّدَة الواقعة بين الحدّين ولا فضيلة.. النسخة النسوية الباقية من بن علي التي لا تعدو صورة سالبة منه “NÉGATIF PHOTO” تترشّح لتكون رئيسة لتونس وفاء لسيّدها…
أنا لست ضدّ أيّ تونسيّ، أو تونسيّة، يترشّح، أو تترشّح لأيّة خطّة في البلاد ولو كان، أو كانت، من أشدّ التونسيين والتونسيّات رداءة.. وليس لي فيتو على أيّ مواطن تتوفّر فيه شروط الترشّح، ولو كان تلك النسخة الشائهة، لأنّني لا أحبّ استثناء أحد ولا أؤمن بمقولة “لا حرية لأعداء الحرية”.. الحرية لجميع الناس ما لم يرتكبوا فعلا سالبا لحريتهم يستدعي منعهم…
ولكنّني لا أحبّ أن تكون الديمقراطية مطية يركبها أعداء الديمقراطيّة ليبلغوا ما يريدون.. كأنّهم يستغبون الناس يستعملون أصواتهم للإضرار بهم، وذلك منطوق تلك في علنها ومهموس نبيل القروي في جلساته الخاصّة “أنا عامللهم تلفزة باش نحكمهم ونحكم والديهم”…
تلك “الشبه – شبه” تستغلّ مناخ الحرية لتنجز من الأعمال ما لا يوافق الثورة ومطالب الناس منها: الحرية والعدالة الاجتماعية واستقلال الإرادة الوطنيّة.. وكذلك يفعل غير سياسيّ وأكثر من جهة.. يريدون العودة بالبلاد إلى مربّع كان المرء فيه يخاف من مجرّد ما تهجس به نفسه ويُكْرَه على تصديق معجزات لا وجود لها في غير حناجر أهل السلطة وعيون مَن جاورهم واستفاد منهم وأكل على قصعتهم…
هؤلاء يتّبعون خطى يمين متطرّف كثير في غير ناحية من نواحي العالم ويسيرون سيرته ويستفيدون من تجربته…
فكيف السبيل إلى دحرهم بالصندوق؟
أمازال لنا أن نعوّل على شعب أنجز ثورة قبل بضع سنين؟ أم ترى أكلَ الناسَ النسيانُ واستولت عليهم شهوة الموائد وما في الأيدي، والأصوات، من دسم؟
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.