نساء لم يعد لهنّ شيء من نعومة النساء

عبد اللطيف علوي

في حيّ البساتين، أخرج في غلس الدّنيا، فأرى ما يحرق الأكباد…
نساء لم يعد لهنّ شيء من نعومة النساء، ولا من صفاتهنّ ..
الأحذية المطاطية في عز الصيف، وملابس الفريب الخشنة المتهدّلة، وعلى الرّؤوس ألحفة متينة، وعلى الظّهور قفاف من السعف الرديء، فيها غداؤهنّ، خبز وهريسة.. وماذا عساه يكون غير ذلك؟!
يدفعن أجسادهنّ المحنيّة في اتجاهات بعيدة، للعمل في السواني أو البيوت أو تنظيف الشوارع!
اعترضتني إحداهنّ تدفع حاوية ثقيلة، ليست عجوزا… كانت امرأة لو دخلت حمّاماتهم وحلاّقاتهم لخرجت امرأة، بكامل أنوثتها… لكنّها تجوس في الشارع المظلم وحدها دافعة عربة الهمّ إلى آخر الليل!
في البيوت رجال نائمون، أو مرضى، أو سكارى…
في القصور حكّام خائفون.
في المكاتب والجامعات مثقّفون هائمون، يكتبون عن نساء ونصف من نسل الزعيم.
في البرلمان، لجان تستجوب الله: لماذا لم تكن حداثيّا بما يكفي، كي تخلقهنّ ذكورا وينتهي الموضوع!
#عبداللطيفعلوي

Exit mobile version