الوطنية فوتت على نفسها فرصة أخرى في أن تكون وطنية

سفيان العلوي

رحم الله الباجي لم يفاجئ التونسيبن واهله بموته. اعطاهم ما يكفي من الوقت والاريحية لاعداد جنازة تليق برئيس دولة كبير في دولة صغيرة. جنازة قدت بمشهدية فائقة حيث زرعت الكاميرا في كل مكان وكان لغرفة الريجي والاخراج ان تبدي ما تشاء وتحجب ما تشاء ومن تشاء انتصارا لسردية واحدة.
رافق البث كلام مؤرخ اسهب في تعداد مآثر الرجل الدبلوماسية وفي مطابقته لصورة بورقيبة وسرديته الوطنية وغيبت الثورة بسلاسة الباحثين عن اجماع خارج لحظة الاجماع. ونزلت الكاميرا المحترفة والهاوية الى مسار الموكب فاختزلت لحظة تنوع ووفاق وطني. ولاباس ان يظهر فيها صورة فنان تشكيلي في هيئة جامع قوارير بلاستيك وسلفي العذارى والعجائز. تلك سطوة الصورة تلك ما يبقى من لحظة حزينة يعبرها الوطن الكبير وهو ينسج تاريخه امام عين الكاميرا.

الرسام التشكيلي التونسي عبد الحميد عمّار

Exit mobile version